خلف تصويت سبع دول عربية وهي الرباعي الخليجي السعودية، البحرين، الإمارات والكويت، بالإضافة إلى العراق ولبنان والأردن لصالح الملف الثلاثي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب المكسيك وكندا لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، ضد « موروكو 2026 » جدلا واسعا وردود فعل غاضبة من الجمهور المغربي. وحشدت السعودية كل جهودها من أجل دعم الملف الثلاثي، من خلال إقناع عدد من الاتحادات الكروية بالتصويت ضد الملف المغربي، في خطوة مفاجئة، خاصة بعد قرار مجلس جامعة الدول العربية بتقديم الدعم لملف ترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026. وقال المجلس جامعة الدول العربية، خلال القمة الأخيرة، والتي انعقدت في المملكة العربية السعودية، شهر أبريل الماضي، إنه سيقدم « الدعم اللازم والمساندة الكاملة » لترشح المغرب. هذا الخطوة المفاجئة للسعودية، بانحيازها التام للملف الأمريكي، دفعت بالكثيرين إلى الحديث عن بوادر أزمة صامتة بين الرباط والرياض، وذلك بعد بلاغ لوزارة الثقافة والاتصال، و الذي أفاد بأن وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج لن يشارك في أشغال اجتماع وزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي سيتم عقده في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 23 يونيو الجاري، لارتباطات متعلقة بالأجندة. وفسر البعض الخطوة السعودية بكونها جاءت كرد فعل على التزام المغرب الحياد في الأزمة الخليجية ودعوة الملك محمد السادس كل الاطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل تخفيف التوتر وتجاوز الأزمة. وتعالت أصوات داخل المغرب من أجل المطالبة بالانسحاب من جامعة الدول العربية، وكذلك سحب القوات المشاركة ضمن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن. وفي هذا السياق، يرى عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، بمراكش، أن تصويت السعودية ضد الملف المغربي لا يمكن أن يرقى إلى مستوى الأزمة بين البلدين، مرجعا سبب ذلك إلى طبيعة العلاقة بين الرباط والرياض، وإلى بعدها التاريخي، وأنه لا يمكن الحكم عليها بالعلم السياسي والمعطيات الواردة. وتابع العلام في اتصال هاتفي مع « فبراير » أن العلاقات بين الطرفين لن تتطور إلى مستوى الازمة، مشيرا إلى أن المغرب لم يكن مع السعودية في أكثر من واقعة، وأن المغرب لم يؤيد إجراءات السعودية ضد قطر وحصارها للدوحة، بل أكثر من ذلك يقول العلام « انتقل ملك السعودية بموكب كبير إلى طنجة ومكث بها مدة طويلة ». وأضاف العلام أن « مثل هذه الأمور يمكن حلها بين النظامين في جلسات ويمكن التعويض، بمعنى إذا أزعجتك في هذه المسالة سأعوضك في أخرى »، مردفا بالقول » الخليج يعرف علاقات متشابكة، فحتى الإمارات صوتت ضد المغرب، رغم كل ما يقدمه المغرب للإمارات، فالأمن المغربي يتواجد بها هذا البلد ». وسجل نفس المتحدث أن لكل بلد نقط قوته يضغط بها، فالمغرب، حسب العلام لم يؤيد حصار قطر، لأنه كان يتوقع أن دول الخليج لن تتخذ ضده أي إجراءات لأنه يدعم تدخلها في اليمن، وبالنسبة للسعودية لها مصالح بالمغرب لا يمكن أن تضحي بها. ومضى قائلا « عندما صوتت السعودية ضد المغرب، كانت تعلم أن الرباط لن تتخذ ضدها أي إجراءات، لأنها تدعم بشكل صريح مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمغرب، وهي متأكدة أن المغرب في حاجة لها »، مضيفا أنه يمكن أن تكون هناك غضبات فقط، وكمثال على ذلك مهاتفة الملك محمد السادس لأمير قطر وشكره على دعم بلده للمف المغرب، دون مهاتفة الاخرين ».