تتواصل الأشكال الإحتجاجية التي يعبر من خلالها غيورون على مدينة تازة عن رفضهم لحملة التشويه والعبث التي طالت عددا من المآثر التاريخية بالمدينة، وآخرها معلمة « البستيون » الأثرية التي باتت مهددة بالإنهيار بعد إقدام الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء على تشييد صهريج مائي على مقربة منها، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والإستياء في صفوف نشطاء المجتمع المدني والحقوقي بالمدينة. وفي هذا السياق، حذر الشاعر محمد الحامدي الذي يتحدر من مدينة تازة في رسالة وجهها إلى الفاعلين المدنيين، والغيورين، والمحبّين لمدينة تازة من « الغول » الذي تحدث عنه في إحدى قصائده التي عنونها ب « عام الغول »، مشيرا أن المقصود بالغول في القصيدة هو « ذلك الكائن الإسمنتي الخرافي المتوحّش والبشع الذي نزل بمدينة تازة، وبالضبط في الموقع الأثري المهيب المُسمى (البستيون)، فانتهك حرمته، وراح يعيثُ فيه فسادا أمام عيوننا المُتحيِّرة، وقلوبنا المُتقطّعة ». وأضاف في نفس الرسالة التي توصل « فبراير. كوم » بنسخة منها: « لقد زُرت المدينة ليلة احتفائها باليوم العالمي للشعر، وكانت مناسبة رأيت فيها بأمّ عيوني كيف أن حصن البستيون صار في كفّ عفريت، فأمام انظار القاصي والدّاني، ها هو الآن يتعرّض لكل ألوان التّحرُّش والتّعنيف والتّنكيل، لقد وقفت أمام هذه المعلمة المُزَلزَلة، وكدت أن أجهش بالبكاء تَحَسُّرا على تاريخها الماجد ». قصيدة عام الغول