قبل أيام من محطة 13 يونيو التي ستعلن عن الملف الذي سيحظى بشرف تنظيم مونديال 2026 ، يواصل المغرب الدفاع عن أحقيته في الفوز بشرف التنظيم في مواجهة الملف الثلاثي . وبعد أن أصبح أمر الترشح رسميا، يبرز التساؤل حول قدرة المغرب في حسم هذا السباق لصالحه، وإقناع الاتحادات الكروية الحديث عن حظوظ المغرب يقود إلى الحديث عن أول عقبة يجب أن يتجاوزها الملف المغربي، وهي الحصول على تنقيط جيد من اللجنة التي ستزور المغرب الشهر المقبل للمرور لمرحلة التصويت. ويحظى الملف المغربي بكثير من الدعم ويملك الكثير من الجاذبية، نظر لعدة عوامل كالقرب من أوروبا وأعلنت اتحادات دولية صراحة دعمها للملف المغربي ووقوفها إلى جانب ترشيحه للفوز بشرف التنظيم. وتأتي على رأس هذه الاتحادات التي دعمت المغرب غالبية اتحادات القارة الافريقية، والتي تعتبر الترشيح المغربي هو بمثابة ترشيح لإفريقيا، خاصة أن إفريقيا لم تحض بشرف التنظيم إلا مرة واحدة، مما يحيم على القائمين على اللعبة مراعاة التناوب الدوري على التنظيم. الملف المغربي يحظى بشبه إجماع افريقي، خاصة بالنظر الاستراتيجية التي نهجها المغرب مؤخرا اتجاه القارة، من باب أن المستقبل لها خاصة، وبالخصوصفي المجال الاقتصادي وتعميق روابط التواصل جنوب جنوب. ولم يتأخر رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم أحمد أحمد في إعلانه عن دعم المغرب وقال في الصدد، في ندوة صحفية بالدار البيضاء، على هامش الجمع العام للاتحاد الإفريقي: » لن يكون بمقدوري الحياد، في ملف ترشح المغرب لاستضافة المونديال، لأن المملكة جزء من القارة السمراء ».. كما أعلنت اتحادات أوروبية وازنة عن نيتها دعم الملف المغربي، بل الأخذ على عاتقها الترويج له، وهو الأمر الذي أعلن عن رئيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم على هامش لقائه بفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية. وانضمت إلى قائمة الداعمين للمغرب كل من روسياوفرنسا وصربيا و لكسمبورغ، إذ قال رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم » إن فرنسا تقف إلى جانب المغرب في استضافة نهائيات كأس العالم 2026 لأسباب اقتصادية وسياسية وأخرى تاريخية ». وأمام تزايد الداعمين للترشيح المغربي تلزم اتحادات عربية الصمت، وهي المفروض فيها تبني الملف المغربي والترويج، ليكون البلد العربي الثاني الذي يحظى بشرف التنظيم، بعد قطر. الأمر لم يقف عند حد الصمت فقط، بل تجاوزه إلى التلميح بإمكانية دعم الملف الثلاثي المنافس للمغرب، وهو الأمر الذي ظهر مع تغريدتين كتبهما المستشار في الديوان الملكي السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ بشأن الملف الذي يستحق دعم بلاده من الملفين المرشحين لتنظيم كأس العالم كأس العالم كأس العالم2026. تركي آل الشيخ أكد على دعمه غير المُعلن للملف الأمريكي، بحيث كتب في تغريدة له على « التويتر » أنه « لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية، واللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا. وعاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودي، ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، للحديث عن موقف بلاده من الملف المغربي، في تغريدة ثانية، خلط فيها السياسي بالرياضي، حيث اعتبر بشكل ضمني أن المغرب أخطأ حينما توجه إلى قطر، التي أعلنت دعم الملف المغربي بشكل صريح، مؤكدا أن « عرين الأسود يوجد في الرياض ». وأضاف في رسالة إلى المغرب: « ما تقوم به هو إضاعة للوقت.. دع « الدُّوَيلَة » تنفعك »، في إشارة إلى دولة قطر، قبل أن يختم تدوينته بإيضاح عنوانها الموجه مباشرة إلى المغرب، حينما أكد في نفس التدوينة « رسالة من الخليج إلى المحيط تغريدة استفزت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروها طعنة من الخلف، من بلد تربط أكثر من رابطة، وهو ما دفع سفارة السعودية بالمغرب إلى الخروج عن صمتها لتطويق هذه الأزمة الصامتة. وقال سفير السعودية بالمغرب »الأمور قد ضخمت بشكل مبالغ فيه لدرجة التهويل »، مضيفا أن » العلاقات السعودية المغربية علاقات تاريخية وطيدة وراسخة منذ زمن طويل، وتستمد عمقها من الوشائج الإنسانية المتجدرة بين شعبين عريقين، تجمع بينهما العديد من القواسم المشتركة من دين ولغة وتاريخ وحضارة، وتطلع نحو مستقبل زاهر أساسه التنسيق والتعاون في مختلف المجالات ». وتابع » "العلاقات الأخوية بين قيادة البلدين على مر العصور تزداد مثانة ورسوخا مما يمنح العلاقات الثنائية زخما وقوة يجعلانها في مأمن من كل التقلبات والأهواء ، و ذلك أنها علاقات تقوم على مبادئ واضحة وتستند إلى قيم أساسها التضامن والتكافل والإخاء". فباستثناء الاتحاد الفلسطيني الذي اعلن صراحة وقوفه إلى جانب المغرب لتحقيق مسعاه ونيل شرف تنظيم مونديال 2026 تلزم باقي الاتحادات الصمت