على ضوء انتخاب مصطفى البراهمة كاتبا وطنيا لحزب النهج الديمقراطي القاعدي خلفا لعبد الله الحريف من خلال الاقتراع السري الذي يجري لأول مرة في تاريخ الحزب الشيوعي قالت أصوات أن الحزب سائر في تغيير نظرته لمرجعيته ومبادئه، لا سيما بعد تجاهل قراءة رسالة من عبد العزيز المراكشي خلال المؤتمر الثالث يوم السبت الماضي. وقال معاذ الجحري الذي كان منافسا للبراهمة وانتهى به المطاف نائب للكاتب الوطني للحزب في تصريح ل"فبراير.كم" أنه لن تكون هناك مراجعة وتعديل للمرجعيات التي ينطلق منها النهج الديمقراطي، معتبرا أن منصب الكاتب الوطني مجرد منسق وطني للكتابة الوطنية التي يوجد بها العديد من الأشخاص، كما أن الكاتب الوطني لا ينتخبه المؤتمر ولا اللجنة الوطنية المكونة من 81 عضوا، بل يتم اختياره عن طريق توزيع المهام ليس إلا، وهو ما يعني أنه لا يمكن الحديث عن مرحلة قبل الحريف ومرحلة ما بعد الحريف. واعتبر الجحري أن صعود إسم البراهمة لن يكون سوى تجديدا للدماء ولن يتم تغيير أي موقف لا يتوافق مع الحزب وقواعده الشعبية، هذا في الوقت الذي سيظل فيه موقف النهج الديمقراطي من قضية الصحراء ثابتا كما كان دائما. وحول سؤال احتمال مشاركة النهج الديمقراطي في الانتخابات سواء التشريعية أو الجماعية، قال نائب الكاتب الوطني أن موقف النهج من الانتخابات رهين بمجموعة من الظروف لا بد من استحضارها، كطبيعة المؤسسات والتعديل الدستوري الفعلي إلى ما ذلك، كما أضاف أن اختيار النهج مقاطعة الانتخابات هو جزء من مقاطعة الشعب المغربي لها منذ 2002 أو 2007 حيث لم تتجاوز المشاركة الفعلية 20%، وحتى في 2009 بعد "خلق" حزب الأصالة والمعاصرة المدعم من طرف الدولة كانت هناك مقاطعة شعبية للانتخابات، كما جاء في تصريحاته إلى "فبراير.كوم". كما لم يخفي الجحري تدمر حزبه من المضايقات التي شهدها في الآونة الأخيرة سواء عبر منعهم من توزيع منشورات للترويج للمؤتمر، أو عبر مضايقة ضيوف النهج، واعتقال أحدهم كما حدث مع الضيف من الحزب الشيوعي التونسي.