التقى عبد الرحمان اليوسفي بزوجته «هيلين» صدفة سنة 1947، على نحو ما يكشف عنه في مذكراته التي رواها لامبارك بودرقة، وكان السبب في هذه الصدفة التي ربطت اليوسفي بهيلين مسرحية كان سيلعب فيها دور نادل. اليوسفي وزوجته وكان مقررا أن تعرض المسرحية بعد انتهاء السنة الدراسية بنجاح، ولأن دور النادل يفترض بذلة بيضاء، ولأن الشاب اليوسفي لم يكن يتوفر عليها، توجه عند خياط حل حديثا بالمدينة قادما إليها من فرنسا، وشاءت الصدف أن يكون هذا الخياط هو والد «هيلين» واسمه «بانديس كيسيسو كلو». هكذا كانت البداية، حيث تعرف اليوسفي على والد «هيلين» ثم تعرف على «هيلين» حينما دعاه الحاج أحمد بناني تاجر الأثواب بالجملة بالبيضاء لتناول العشاء معه، حيث كان «هيلين» وعائلتها عنده، وفي هذه المناسبة علم اليوسفي أن أصل عائلة «هيلين» يوناني، من اسرة معروفة تحمل اسم «كيسيسو كلو». كان جد «هيلين» يتاجر بالبواخر بين تركيا وروسيا، وكانوا يقيمون بمدينة «إنوبلوس» على البحر أسود ... وبعد سنوات رحلت العائلة إلى مدينة «ليون» ثم بعد الحرب العالمية الثانية، هاجرت العائلة إلى المغرب.. لقد دامت الخطبة زمنا طويلا، ساهم فيها الاعتقال الأول سنة 1959، ثم الاعتقال الثاني سنة 1963، ثم قضية المهدي بنبركة، حيث سافر اليوسفي لمتابعة القضية كطرف مدني بباريس ولم يصدر الحكم إلا سنة 1967. بالصور..حينما صفق بحرارة الوزير الأول اليوسفي وهو يردد « في مثل سني لازلت أختبئ لأدخن سيجارة » بعد حوالي واحد وعشرين سنة تم الزواج بباريس، وأشرفت على عقد القران محامية الصديق أحمد بن بلة الأستاذة «مدلين لفو فيرون». كان والد هيلين منذ الستينيات من القرن الماضي، يداعب اليوسفي ويكرر على مسامعه باستمرار، متى يقوم الملك الحسن الثاني بتعيينه وزيرا أولا لكي يرتاح، غير أنه مات ستة أشهر قبل أن يلبي الملك الراحل رغبة والدة «هيلين». وأخيرا اليوسفي يتجاوز الأزمة الصحية