هذه أيضا من الحكايات التي لم يسبق الكشف عنها في أي كتاب، والتي تأتى لامبارك بودرقة الكشف عنها في مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، والتي سترى النور في الثامن من مارس من الشهر الجاري، والذي يصادف عيد ميلاد اليوسفي الذي رأى النور سنة 1924. يقول اليوسفي في المذكرات كما رواها لعباس بودرقة أن والده فارق الحياة سنة 1937، وهي السنة التي حصل فيها اليوسفي على الشهادة الابتدائية، حيث عانت والدته بسبب غياباته الكثيرة عنها. وفي هذا السياق، ومع طول سنوات المنفى، استبقل الملك الراحل الحسن الثاني في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، والدة عبد الرحمان اليوسفي، حيث كلف الدكتور عبد الكريم الخطيب بإحضارها إلى القصر الملكي ليتناول معها كوب الشاي. قبل انصراف والدة اليوسفي، سألها الملك إن كانت في حاجة لأي شيء، لتجيبه بلهجتها الطنجاوية: «بغيت وليدي»، وهنا أجابها الملك أنه يمكن لابنك أن يعود إلى بلاده متى يشاء وأن الوطن سيرحب به، فظلت والدة اليوسفي متشبثة بالحياة إلى أن عاد اليوسفي سنة 1980، بعد غياب دام 15 سنة، لتنتقل إلى عفو الله سنة 1981.