يتهافت على تمثالها العشرات من السياح عبر العالم، حيث يحاط بيتها في مدينة فيرونا بهالة كبيرة. يلمسون جسدها تبركا وطمعا في حب مفقود.. يلتقطون صورا تذكارية، ويتركون على حيطان البيت أسماء وشمت ذاكرتها وخطفت قلوبهم.. هذا حال بيت « جولييت » التي غدت في العالم عنوانا للحب. قصة حب بنيت على كذبة فالجميع يعتقد أن القس أعطى جولييت دواء جعلها تبدو كالميتة، حتى يفوتها موعد الزواج من الأمير، لأنها أصلا تزوجت سرا من حبيبها روميو: لم يعرف روميو بخطة القس، وإنتشر خبر وفاة جولييت في كل مكان، وكان روميو يحمل معه قارورة سم صغيرة، جرع روميو السم وسقط ميتاً بجوار جولييت التي إستيقظت من نومها بعد ذهاب مفعول الدواء لتجد روميو ميتاً بجوارها، وبدون تفكير أخذت جولييت خنجرة وغرسته في قلبها لتموت هي الآخري . هكذا تقول تراجيدياوميو وجولييت، التي كتبها شكسبير.. لم يسبق للأديب الإنجليزي شكسبير، أن زار ايطاليا. عشاق قصة روميو وجولييت هكذا ظلت قصة روميو وجولييت، التي كتبها الأديب الإنجليزي الشهير ويليام شيكسبير، في القرن السادس عشر، مثالاً على التضحية من أجل الحب الطاهر على مدى قرون، ويحظى المنزل الذي عاشت فيه جولييت في مدينة فيرونا الإيطالية بملايين الزوار من شتى أنحاء العالم، دون أن يعرفوا أن ما كتبه شيكسبير ليس حقيقياً.مرشدة سياحية إيطالية تعمل في منذ سنوات طويلة في القطاع السياحي في بلدها، التقتها « فبراير.كوم »، تروي القصة الحقيقية التي اعتبرتها مجرد كذبة صدقها الملايين عبر التاريخ، مشيرة إلى أن شيكسبير لم يسبق له مطلقاً أن زار إيطاليا طيلة حياته، وأنه ليس الكاتب الأصلي لقصة روميو وجولييت. تمثال جولييت في بيتها الذي تحول الى مزار وتقول محدثتنا إن الكاتب الأصلي لقصة روميو وجولييت، هو الشاعر الإيطالي دانتي أغيلياري، مؤسس اللغة الإيطالية على شكلها الحالي، في مؤلفه «فولغاري اليكوانتيا»، حيث عاش لمدة عامين في فيرونا بين عامي 1304 و 1306، لكنه كتب قصة روميو وجولييت بطريقة فكاهية، يَسْخر من خلالها من عائلتي مونتيتشي وكابوليتي. دانتي أغيلياري، حيث كتب عن الصراعات المحتدمة على السلطة والنفوذ بين عائلات النبلاء يف مدينة فيرونا، من بينها مونتيتشي وكابوليتي، عائلتي روميو وجولييت، حيث يستهزء كثيراُ الشاعر الإيطالي من الصراع المستمر لسنوات طويلة بين العائلتين. المولعون بجولييت ولكي يوصل فكرته الساخرة من الوضع السياسي، اخترع قصة الحب بين روميو وجولييت، المنحدرين من العائلتين المتنافستين. مرت على كتابة القصة الأصلية أزيد من 3 قرون، وجاء الأديب الإنجليزي ويليام شيكسبير في القرن السادس عشر، وأعاد كتابتها على شكل مسرحية، لكنه نزع عنها الطابع الفكاهي الساخر الذي كتبها به دانتي أغيلياري، وحوّلها شيكسبير إلى قصة تراجيدية. هنا فيرونا.. المدينة الايطالية منزل جولييت