أرقام صادمة تلك التي عرضتها فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة حول العنف ضد النساء خلال سنتي 2010 و2011. تقرير الرابطة الذي قدم صباح اليوم في ندوة صحفية بالدارالبيضاء بحضور عدد من النساء المعنفات وأسر بعض اللواتي فارقن الحياة جراء هذا التعنيف مثل الضحية لالاهم حليم، كشف بالأرقام عن التنامي المهول للظاهرة. فقد بلغت نسبة الحالات التي سجلت بمراكز الرابطة ما يزيد عن 15111 حالة عنف، شكلت فيها مدينة الدارالبيضاء نسبة الأسد بحوالي 26،1 في المائة من هذه الحالات. وقدمت الرابطة خلال هذه الندوة مجموعة شهادات صادمة لنساء تعرضن للعنف على أيدي أزواجهن وفارقت الحياة إحداهن المسماة قيد حياتها لالاتهم حليم بتاونات على غرار وفاة أمينة الفيلالي. وجاءت النساء الأميات حسب تقرير الرابطة على رأس النساء الأكثر عرضة للتعنيف حيث بلغت نسبتهن 35 في المائة، أما بخصوص الحالة العائلية للنساء ضحايا العنف فجاءت النساء المتزوجات في المرتبة الأولى، حيث بلغ عددهن 3551 حالة. وتصدر العنف النفسي من سب وقذف المرتبة الأولى حيث بلغت نسبته 42 في المائة من الحالات المصرح بها، متبوعا بالعنف الاقتصادي والاجتماعي بنسبة 31،6 في المائة ثم العنف الجسدي في المرتبة الثالثة بنسبة15،2 في المائة مما مجموعه 2081 حالة عنف مصرح بها. ويأتي العنف القانوني في المرتبة الرابعة بتسجيله 1050 حالة عنف مصرح بها أي بنسبة 7،7 في المائة، فيما احتل العنف الجنسي المرتبة الأخيرة بنسبة 3،5 في المائة. وعرضت خلال هذه الندوة الصحفية شهادات لبعض النساء ضحايا العنف، منها شهادة فاطمة مربوع، الفتاة القاصر ذات 17 سنة والقادمة من مدينة ورزازات لتسرد قصتها أمام الحاضرين. وقالت هذه الطفلة التي تبدو عليها علامات البراءة أنها في الوقت الذي كانت متوجهة نحو منزل صديقتها بالدوار لجلب قرص مدمج بعد صلاة المغرب، اعترض طريقها شابين وبدءا في مغازلتها غير أنها لم تعرهما أي اهتمام ما دفعهما للإمساك بها وانهالا بالضرب عليها فسقطت مغمي عليها وفعلا فعلتهما فيها. وتابعت الفتاة حديثها باللغة الأمازيغية، ورغم أن بعض الحاضرين لم يفهموا كلامها إلا أنهم تفاعلوا مع قصتها سيما وأنها كانت تتكلم وتتوقف قليلا لتأخذ لها نفسا، حيث أشارت أنها بعد استفاقتها من غيبوبتها توجهت إلى منزلها ولم تخبر أحدا بما جرى، مرت الليلة وهي حائرة فيما تفعله أمام هذه "الفضيحة" ليخطر ببالها الانتحار، حيث عمدت صباح اليوم إلى غطس نفسها داخل برميل عله يقيها شر هذه "الكارثة"، أما أفراد العائلة فقد فتشوا عنها في كل مكان إلى حين العثور عليها وهي مغمى عليها". لم تقف الأسرة عند هذا الحد، ولم تعر "الفضيحة" أي اهتمام، حيث خرجت لتطالب بحقها ومعاقبة الجناة على هذه الفعلة كما تؤكد المتحدثة، غير أن القضاء الذي حكم في الابتدائية بسنتين على الجانيين عاد ليصدر حكمه بالبراءة في الاستئناف وهما حران طليقان. وقد نظمت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة وقفة نددت فيها بالعنف الذي ينخر الأسرة المغربية تاركا جراحا وندوبا في جسد المرأة وفي نفسية الأبناء.