لا تزال الجريمة التي هزت الرأي العام المكناسي عصية على فهم كل ملابساتها، فلحد الآن لم تثبت التحقيقات دواعي قتل الشرطي السابق للتلميذة كوثر مشيشي كزناي. بعض الأخبار القادمة من مكناس ترجح أن يستفيد القاتل من ظروف التخفيف لأنه "مريض نفسي" يتابع علاجا نفسيا مكثفا منذ ما يزيد ثلاثة أشهر. وصرح بعض جيران الضحية ل"فبراير.كم" بمعطيات جديدة حول ظروف القتل والوضعية النفسية للقاتل، وقال أحدهم في إعادة لترتيب فصول الحادث " أن الشرطي السابق كان في حالة نفسية هيستيرية، ربما لم يأخذ علاجاته الضرورية، فخرج ليلة السبت، فإذا به يصادف بعض الفتيات بلباس قيل أنه "فاضح" فاشتط غضبه، فبدأ يكيل لهن السباب، ولم يكتف بهذا بل عاد لمنزله ليتأبط سكينا من الحجم الكبير، وبالصدفة التقى مع الضحية كوثر وقريبتها، هذه الأخيرة لاذت بالفرار، بينما تجمدت كوثر في مكانها من هول الفزع، فوجه لها طعنة جانبية مست كليتها، وبدأ يغرز سكينه مركزا على منطقة القلب، لم تبد كوثر أي مقاومة تذكر مع الجاني الذي ساعدته بنيته القوية في التمكن بسهولة من ضحيته، بعدها عاد القاتل إلى بيته كما لم يحدث شيء، بينما سقطت كوثر وسط بركة من الدماء. في هذا الحين، كانت الساعة تشير إلى ما قبل منتصف الليل، فتحلق بعض السكان حول الضحية، وعلى الفور تم الاتصال بالإسعاف الذي تأخر لأكثر من ساعة، وهنا يحمل الجيران حسب شهادتهم ل"فبراير" جزءا من المسؤولية للإسعاف الذي تأخر، فما كان لهم إلا أن يوقفوا سيارة لأحد مغاربة الخارج الذي كان يقضي عطلته بالمدينة، غير أنه أبدى تحفظا لنقل الضحية للمستشفى، لكن أمام إصرار الناس تم إرغامه على حملها، غير أنه بمجرد وصول الضحية للمستشفى المحلي فارقت الحياة. التحقيق الأمني الذي فتح، بدأ مع المواطن الذي نقل الفتاة الجريحة، والذي صرح لحظتئذ أنه لو لم يقبل بنقلها لتعرضت سيارته للتحطيم، في هذا الوقت اقتحمت الشرطة منزل القاتل، فبين التحقيق حسب ما تنقله بعض المصادر، أنه على خلاف ما أشيع "لم يكن القاتل ينتمي لأي تنظيم إسلامي، ولم يكن قط متطرفا، فالحقيقة حسب ما ينقلها الشهود، فالقاتل شرطي سابق تم طرده من عمله لمرض نفسي ألم به، ولم يجد عملا يقتات منه، فوجد نفسه منطويا على نفسه، عنيفا مع الآخرين، أما عن علاقته بكوثر فيقول أحد جيرانها " لم تكن هناك أي علاقة بينهما، سوى أنهما يقطنا في نفس الزقاق، ولم يكن الجاني يقصد قتلها بالذات، فقد كان في حالة هيستيرية، ويهاجم جميع النسوة، فحسب ما يحكى عنه فبعد أن طلق زوجته الأولى أصبحت لديه عقدة تجاه النساء، فيشاع أن زوجته السابقة "ساحرة ليه". الآن لا زال التحقيق في بدايته، ولا أحد يعلم إلى ما ستؤول له القضية، سوى أن الشرطي السابق مريض نفسي قد يستفيد من ظروف التخفيف !