كشف مصطفى السوسي منسق المسيحيين المغاربة في حوار مع « فبراير.كوم »، سر انسحاب التنسيقية من تنظيم مؤتمر الاقليات الدينية، مفضلا الحديث عن وضع مسافة ضرورية، عوض الحديث عن الاستقالة. في نفس الحوار كشف عن التضييق الذي يتعرض له مسيحيون مغاربة في مختلف مدن المملكة المغربية، رغم التصريحات الملكية الاخيرة لامير المؤمنين، التي أكد فيها انه امير لكل المؤمنين، على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم. لماذا انسحبت التنسيقية الوطنية للمسيحيين المغاربة من تنظيم مؤتمر الأقليات الدينية ؟ بداية اود ان اوضح بعض الأشياء الأساسية، نحن لسنا ازاء مؤتمر! لا يتعلق الأمر بمؤتمر تنظيمي، وانما هي ندوة وطنية للتفكير والنقاش ولطرح الأفكار، وقد أطلق عليها مؤتمرا، ولعل هذا مرد اللبس في تعاطي الإعلام وبعض الفاعلين معها. التنسيقية لم تكن منظمة للحدث حتى تنسحب منه! لقد كنت عضوا في اللجنة المغربية للأقليات الدينية ولازلت عضوا فيها، وقد قرر الإخوان في التنسيقية وضع بعض المسافة مع حيثيات تنظيم المؤتمر، خدمة لخطة ترافعنا التي أطلقتها التنسيقية منذ أزيد من سنة. ما هي الخطوات التي قمتم بها لحد الآن في الترافع؟ ومن فتح ابوابه ومن اغلقه في وجوهكم؟ التنسقية راسلت رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني حول ملف المغاربة المسيحيين مباشرة بعد تشكيله للحكومة لإحاطته بمسار ملفنا، نحن المؤمنون المسيحيون من أصل مغربي. توجهنا لسيادته وعبره الى كل أعضاء الحكومة قصد االاخد بالاعتبار مطالبنا الإنسانية البسيطة كمؤمنين مسيحيين مغاربة وهي المطالب التي قدمنا بها مؤخرا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، واتفقنا بهذه الرسالة الكتاب التواصلي الذي سلمنا للسيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعبرنا فيها باننا نحن المسيحيون من اصل مغربي والقاطنين بالمغرب، المتشبثون بمغربيتنا والمستعدون للدفاع عن حوزة الوطن ضد أي محاولة للنيل منه؛ نعتبر التصريحات الملكية الأخيرة المتعلقة بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، هو أمير لكل المؤمنين؛ على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم؛ بمثابة بوصلة لمرافعاتنا حتى تحقق مطالبنا. فتصريحات جلالة الملك تكريس لحقنا في الاعتقاد المكفولة بمضامين وأحكام الدستور المغربي والتي تتماشى مع التزامات المملكة المغربية في إعمال المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وقد قمنا في نهاية الرسالة بان دعونا الرب أن ينجح في مهامه كرئيس الحكومة المغربية التي نعول عليها لاحقاق حقوقنا كمؤمنين مسيحيين مغاربة. وجهنا كذلك رسالة مفتوحة من تنسيقية المغاربة المسيحيين إلى السيد وزير الداخلية؛ السيد وزير الدولة و وزير حقوق الانسان؛ السيد المدير العام للأمن الوطني؛ السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، لاشعارهم بالشطط في إستعمال السلطة من طرف بعض مصالح وزارة الداخلية ( مفوضيات الشرطة وقياد ) في بعض المدن. حيث تم منع بعض إخواننا المؤمنين المسيحيين المغاربة من وثائق إدارية، لا لشيء إلا لكونهم معروفين بعقيدتهم المسيحية، حتى وأنهم لا يعلنون عنها ولا يمارسونها علنا (حالة بالعيون في الصحراء المغربية)؛ كما يتم التضييق على بعض الترخيصات لأنشطة إنسانية لجمعية بتارودانت، لا لشيء إلا لكون أحد أعضاءها البارزين معروف ان عقيدته الإيمان بالسيد المسيح ( مع العلم ان هذه الجمعية مشهود لها بدورها الإنساني والتنموي في الإقليم منذ سنين والجميع يعلم دورها في مجال التعليم والصحة والأعمال الخيرية، وأن أعضاءها سواء المسلمين منهم او المسيحي، ليس لهم اي نشاط دعوي او تبشيري. الملف شائك ومعقد، وثمة حساسيات في الدولة، فعلى ماذا تراهنون في ملفكم لقطع اشواط في النقاش والترافع السياسيين؟ نعتمد على دستور المغرب الذي ينص ويحمي حرية العقيدة التي يضمنها مولانا أمير المؤمنين لكل المغاربة. زيادة على ذلك فإن ديننا وعقيدتنا، لا تتعارض مع الدين الإسلامي الذي هو دين الدولة ولا يتعارض مع مذهب دين الدولة؛ فنحن وإخواننا اليهود المغاربة؛ كلنا عقيدتينا المسيحية واليهودية معترف بهم في كتاب دين الدولة القرآن والمسيحيون كما اليهود، كانوا من سكان المغرب الاولون الأمازيغ. فنحن اليوم بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، هو أمير لكل المؤمنين؛ نعتبر اننا قطعنا شوطا مهما في إحقاق حقوقنا ويستمر على هذه الإيجابية والمنطق الحوار والتشارك حتى تحقق مطالبنا. أكدتم انكم وضعتم مسافة مع مؤتمر الأقليات الدينية، فهل هذا معناه انكم ستقاطعونه؟ لا ابدا لن نقاطع ويشارك كأفراد؛ لقد انسحبت من لجنة التنظيم لأن الإخوان في التنسيقية وأنا كذلك، ارتاينا ان نبقى على مسافة تنظيمية خدمة لأجندة ترافعنا التي نعتبرها في تقدم. لكننا، نساهم في اللقاء الحوار ودعما لفلسفة هذا اللقاء التي تنبني على التسامح والمحبة بين البشر والتي هي عمق التفكير في عقيدتنا كمسيحيين مغاربة.