كشفت صحيفة « لوموند » الفرنسية أن أوساط رجال الأعمال في غرب أفريقيا يساورها القلق من وجود الرباط داخل المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، حيث سيفتح ذلك أسواقها للمنتجات الأوروبية. وأشارت ذات الصحيفة الى أن المشاركين في المؤتمر الإقليمي الرابع في ياموسوكرو، بالكوت ديفوار، حول موضوع « التكامل الإقليمي في أفريقيا »، انقسموا الى فريقين بين مؤيد لانضمام المغرب ل »سيدياو »، وبين معارض لذلك، حيث أكدت بعض الشخصيات المشاركة على أن هذا الانضمام سيشكل قيمة مضافة للمجموعة الاقتصادية، و سيعزز الثقل الاقتصادي للمجموعة، خصوصا والمغرب يتمتع بتجربة مهمة على الصعيد الأمني، والأكاديمي، والصناعي، بالإضافة الى العلاقات الثنائية التاريخية والقوية جدا القائمة بين المغرب والعديد من دول غرب افريقيا. مجموعة من النقابات النيجيرية عبرت عن تخوفاتها من الانضمام المرتقب للمملكة لمجموعة « سيدياو »، حيث تخشى من منافسة المنتجات المغربية، لمنتجات بلدان المجموعة، خصوصا والمغرب يرتبط بالاتحاد الأوربي بعدد من الاتفاقيات التجارية. وفي هذا الصدد، دعا فرانك أوديمبا جاكوبس، المتحدث باسم رابطة مصنعي نيجيريا، الحكومة الاتحادية الى معارضة هذا الانضمام الذي سيكون كارثيا للقطاع الإنتاجي للاقتصاد النيجري »، مشيرا الى أن ارتباط المغرب بعدة اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي سيفتح الباب أمام المنتجات الأوربية لغزو الأسواق في نيجيريا، أكبر سوق في غرب أفريقيا »، مؤكدا : لهذه الأسباب نعارض بشدة هذه العضوية. » لكن يايا سو، السفير السابق ل »سيدياو » لدى الاتحاد الأوروبي قال : « لا داعي للقلق، لأن المغرب لا يمكن الا أن يكون قيمة مضافة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا »، مبرزا أن اكتساب صفة العضوية هي عملية متعددة المراحل. فبعد التسلسل السياسي، نمر للتسلسل القانوني، حيث سيتعين على المغرب أن يكيف قوانينه مع قوانين المجموعة، كما سيتلو أي قرار مفاوضات ومناقشات، وهذا أمر طبيعي تماما »، مؤكدا أنه سيتم على سبيل المثال تفكيك التعريفات الجمركية لبعض المنتجات على مدى عدة سنوات. » يشار الى أن قمة قادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (سيدياو)، قد أعطت ، خلال انعقادها يوم 4 يونيو بمنروفيا (ليبيريا)، موافقتها المبدئية على الطلب الذي قدمه المغرب للانضمام إلى هذا التكتل الإقليمي، وهو ما سيتم تأكيده خلال الدورة العادية القادمة للمجموعة التي ستعقد في 16 دجنبر المقبل في لومي ».