يعود الجدال في المغرب حول موضوع « الزواج بالفاتحة »، ليحتل حيزا مهما من النقاش العمومي، بعد ظهور شريط لسيدة اسمها حنان تقول أنها تزوجت بالفاتحة بالشيخ الفيزازي. وخلقت قضية « حنان والفيزازي » نقاشا قديما جديدا حول هذا الموضوع وموضوع تعديل مدونة الأسرة. وقالت بشرى الشتواني، منسقة مجموعة « نساء شابات من أجل الديمقراطية » في تصريح إعلامي أن هذا « الزواج غير الموثّق يحرم المرأة من حقوقها المادية والمعنوية. فقد ينكر الآباء أبناءهم في أي لحظة، ما يضطر الزوجة إلى اتباع طريق قضائي طويل ». وأضافت « لا يوجد قانون صريح يجرّم زواج الفاتحة. فقط، حين يتخلى الزوج عن الزوجة، يوثق الزواج من خلال شهود أو صورة عائلية تثبت زواجهما ». وتلجأ بعض العائلات إلى تزويج بناتهن بالفاتحة هرباً من القانون الذي لا يسمح للفتاة بالزواج قبل بلوغ ال 18 عاماً، بهدف التخلص منهنّ تحت ذريعة الفقر ». وقال محمد رفيقي أبوحفص، تفاعلا مع قضية ما بات يعرف إعلاميا ب »قضية حنان والفيزازي »، « أكره وأنزعج وأتذمر من نشر فضائح الناس وعيوبهم، ولو تعلق الأمر بمن نصبوا لي المشانق وتخصصوا في محاربتي والتحذير مني، بل لو وجدوا لي نقيصة أو زلة- وما أكثرها- لطاروا بها في المنتديات والمجالس وحشذوها سلاحا لمحاربتي وتنفير الناس عني ». وتابع في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »لكن أخلاقي لا تسمح لذلك، بل لا أسمح لنفسي حتى بالشماتة حين تراودني عن ذلك، وأعتبر كل ذلك من خصوصيات الناس وحريتهم الفردية التي لا يحق لي التدخل فيها، ومن تجاوز القانون أو انتهكه فأمره إلى القضاء والقانون وليس لي ولا لعموم الناس ». واستدرك بالقول « لكن مثل هذه الفضائح -بغض النظر إن كانت صحيحة أو زائفة- هي درس لمن جعل من نفسه وصيا على الخلق، رقيبا عليهم، محاسبا لهم، يعد عليهم كل صغيرة وكبيرة، وكأن الله وكله بذلك وجعله عليهم محتسبا » المعتقل السابق بتهم تتعلق بالارهاب اعتبر قضية » الفيزازي وحنان »، » درس لكل واعظ يحرم على الخلق أبسط الأفعال وأيسرها… شديد عليهم في مباحات الأمور والمختلف فيها، دائم التعنيف لضمائرهم… دون مراعاة لأحوال الناس وحاجاتهم وضعفهم وغرائزهم » وهي درس أيضا » لكل متعال على الخلق.. تذكره بضعفه وبشريته… بكونه ككل البشر معرضا للخطإ والصواب.. للزلل والخطيئة… بعيدا عن خطابات الطهرانية الزائفة… وإظهار الورع الكاذب والتقوى المصطنعة، ولكل هؤلاء الذين لا يترفعون عن سلخ خصومهم في الفكر والإيديولوجيا.. والبحث عن زلاتهم .. والتندر بها في المجالس… والانتشاء بنشرها على مواقع التواصل مرفوقة بعبارات: هذا جزاء المنتكسين… هتك الله أستار المجرمين… فضح الله المنافقين » أبوحفص وجد في هذه القضية فرصة لإثارة قضية الحريات الفردية من جديد وقال في هذا الصدد « هي درس لكل معارضي الحريات الفردية.. ليعلموا أنهم سيكونون أول المستفيدين منها، وأنها هي الحامية لبشريتهم وخصوصياتهم ». وختم أبوحفص تدوينته بالقول « كلنا معرض للخطأ والزلل… وكلنا يطلب الستر ويرجوه… لكن فرق كبير بين من يفعل ذلك معترفا ببشريته ونقصه وتساويه مع كل البشر… وبين من ينصب نفسه حاميا للأخلاق ووصيا على الناس .. فلا شك أن سقوطه أشد وأنكى… نسأل الله السلامة للجميع ».