أوضح المناضل الحقوقي والناشط الجمعوي محمد البطيوي، خلال حديثه عن تعرض المضربين عن العمل بمناجم الفحم الحجري بجرادة، أثناء الستينيات من القرن الماضي قائلا:" لا أعلم لما جيء بكل تلك القوة الهائلة إلى جرادة من مختلف الأجهزة الأمنية، رغم أن عدد العمال كان ضئيلا، عنف المضربون بالعصي والهراوات وصوب رجال الأمن الرصاص في اتجاه المضربين بطريقة بشعة، لكن الأمر الأقسى الذي لن أنساه أبدا هو الطريقة التي كانت تقنص بها مروحيات تابعة للأمن المضربين عن طريق استعمال الرصاص الحي". وأضاف البطيوي في حوار له مع يومية "المساء" في عددها ليوم غد الإثنين 30 يونيو، قائلا: ".. ولا تنس أن هاته الأحداث تزامنت مع المرحلة التي كان فيها أوفقير يتحكم في كل شيء، ويقتل الناس بكل وحشية بالغة؛ فما فعله في جرادة من تقتيل بشع لمضربين كانوا يطالبون فقط بتحسين ظروف العمل، قام به في الريف قبل أربع سنوات، حينما دك الريف وقتل المئات من سكان المنطقة ببرودة دم بالغة".
وزاد البطيوي قائلا: "توالت الإضرابات في جرادة وصار القمع أكثر فتكا وأكثر بشاعة، وفي سنة 1970 قرر والدي الرحيل عن مدينة جرادة في اتجاه زغنغان، ومن غريب الصدف أن موعد الرحيل تزامن مع يوم تنظيم جنازة لجمال عبد الناصر".