قيل إنه كان يقطع طريق الرعاة في الصحراء، وأن خليجيين مدمنين على هواية الصيد بالمنطقة، كانوا وراء قتله رميا بالرصاص، وأن الجنرال حسني بنسليمان نقله في ثلاجة على مثن مروحية من كلميم إلى القنيطرة، وبين الإشاعة والحقيقة يظل هذا الشريط، الذي تناقله العديد من الفايسبوكيين محط علامة استفهام. كما لو كان مزحة. يظهر في البداية شبح لا يٌتبين ماهيته وهو يركض في الصحراء، ويرجح أن سيارة تظهر من خلال واقية الزجاج الأمامية وهي تطارده، ملتقطة أثرة بعدسة الكاميرا.. يتراءى من بعيد كظل أو سراب يتحرك بسرعة، ثم سرعان ما يسمع صوت خليجيين وهم يكشفون عن أنيابه.. "يا سبحان الله.. شوف رأسه مثل الضبع، ويديه..لم يسبق لنا أن رأينا مثل هذا المخلوق.." ويضيف نفس المتحدث الخليجي أنهم أنقذوا أحد الرعاة، الذي كان مطاردا من طرف هذا المخلوق الغريب وماشيته، من موت محقق! انتقل الخبر من الفم إلى الأذن في كلميم وطانطان، وساد الرعب، لكن الآلة الإستخباراتية التي تشكل النواة الصلبة لمطبخ الشؤون العامة لوزارة الداخلية، والمقصود هنا الشيخ والباشا والمقدم وصولا إلى العامل، تكفلت بإخراس الإشاعة، لإمتصاص الهلع الذي انتشر كالنار في الهشيم في بعض الدواوير جنوب المملكة المغربية، لاسيما بعد أن بُث الشريط، الذي يصور المخلوق الغريب على المواقع الإجتماعية: اليوتوب، الفايس بوك، والتويتر. وما زاد من إشعال فتيل الخوف، انتشار أنباء سابقة عن اختفاء بعض الرعاة، وترجيح البعض لكفة أن يكون هذا المخلوق الغريب وراء غيابهم المفاجئ. هل نحن أمام قصة خرافية من صنع الخيال؟ أهي صور تركيبية لعب فيها الصوت والصورة لعبة خادعة؟ أنحن أمام وقائع وأحداث لا علاقة لها بالمغرب؟ مصادر من كلميم أكدت ل"فبراير.كوم" أن الأمر لا يتعلق بمزحة ولا كذبة، وأن المخلوق الغريب ظهر فعلا، وأن الذين كانوا وراء اكتشافه وقتله، هم خليجيون كانوا يستمتعون بهواية الصيد في الأماكن المعزولة والمخصصة لاحتضان كل أنواع الإصطياد الراقية. وتؤكد نفس المصادر أنه تم إخبار القيادة العليا للدرك لملكي بالحادث، وأن مروحية أقلت على وجه السرعة الكائن الغريب، وأن ثلاجة استعملت لحمله وحفظه، إلى أن تم نقله إلى القنيطرة! وبين الروايتين الملغزتين على حد سواء، على اعتبار أن لا دخان من دون نار، تظل حكاية الوحش الغريبة تفاصيلها، والمتناقضة أطرافها، حديث الساعة بالمنطقة!