لم تهدأ بعد عاصفة التعليقات التي خلفها على « فيسبوك » قرار الإستقالة المفاجئ لرئيس جهة طنجةالحسيمةتطوان، إلياس العماري، من رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي حل ثانيا خلال تشريعيات 2016، ورغم ذلك قرر التموقع في المعارضة انسجاما مع المبادئ التي أعلن عنها قبل الإنتخابات المذكورة، وأهمها رفضه المشاركة في حكومة تضم غريمه السياسي الأول الممثل في حزب « بنكيران »، الذي بوأته نفس الاستحقاقات المرتبة الأولى. « في تقديري؛ قرار تقديم الياس الاستقالة من رئاسة الحزب ليس وليد اليوم، بل هو قرار اتخذ من قبل، فقط تم ارجاء الاعلان عنها في انتظار اللحظة المناسبة حتى تلبس ثوب البطولة، ولتحقيق مآرب أخرى.. »، يقول الناشط السياسي محمد المساوي في تدوينة على فيسبوك، قبل أن يضيف بالحرف: « استقالة الياس هو قرار اتخذ بعد فشله فيما جاء من أجله ليكون امينا عاماً الحزب، وأولى بوادر الفشل ظهرت ليلة 7 أكتوبر، ثم تلتها بوادر أخرى ومحطات أخرى… « . وأوضح المساوي أن « استقالة إلياس بالرغم من كل ما يمكن أن يقال عنها إلا أنها تضع باقي الامناء العامون للاحزاب وباقي المسؤولين السياسين في ورطة، وهذا مأرب من بين مآرب الاستقالة الاخرى ». من جانبه، اعتبر الصحفي نجيب شوقي أن « قرار استقالة الياس العماري ، ماشي مهم، في اعتقادي. المهم هو اشنو كيهندسو « البانضية »، في حربهم ضد تيار بنكيران في الحزب والمجتمع. خاصة ان بعض السفهاء،(موحللين) روجوا بقوة لما يسمى بحكومة وحدة وطنية. » وكتب العضو السابق بحزب الإتحاد الإشتراكي، جواد بنعيسى، في تعليق على استقالة العماري: « صراحة لا أفهم الأسباب التي جعلت إلياس العمري يقدم استقالته من الأمانة العامة لحزبه. هو لم يفشل في تدبير المرحلة، بل على العكس من ذلك، هو نجح في انتزاع شرعية انتخابية حقيقية جعلت من البام القوة السياسية الثانية في البرلمان. هاته الشرعية كانت موضوع جدال في السابق ! ». وقدم بنعيسى في تدوينة على الفضاء الأزرق بعض من نجاحات « العماري » على رأس الحزب الثاني في المغربي بحسب نتائج انتخابات السابع من أكتوبر: « إلياس قدم لائحة شبابية كلها نساء و أغلبهن بنات الشعب. إلياس أتاح الفرصة للعديد من الكفاءات الشابة الحديثة العهد بالعمل السياسي من الولوج إلى الأجهزة التقريرية للحزب. في حزب آخر خاصك 30 عام من النضال باش توصل للمكتب السياسي. إلياس هو الوحيد اللي كيعارض السياسة الحكومية بعقلانية و أرقام و بدائل و تواجد برلماني. إلياس هو رئيس الجهة الوحيد اللي كيشتغل على المشاريع الكبرى و يسافر بحثا عن الإستثمارات اللي عندها مردودية على المدى البعيد و أهمية ذات بعد وطني. ثم إنني لا أتصور الحقل السياسي المغربي بدون إلياس Ilyas Elomari و هذي هي الحقيقة! ».