خلال الذكرى ال18 لعيد العرش، استقبل الملك محمد السادس، مواطن « أجنبي » أهدى له كتابا عنوانه « منفى عبد الكريم الخطابي بلارينيون، 1926-1947″، و معرض صور حول الملك الراحل، محمد الخامس، يضم 44 صورة لمنفاه بمدغشقر. يتعلق الأمر ب » تيري مالبير »، جامعي فرنسي يدرس بجزيرة « لارينيون ». وجه له الملك دعوة لحضور حفل الاستقبال بمناسبة عيد العرش؛ عندما التقاه في مدغشقر. وعزا الجامعي الفرنسي في حوار مع أسبوعية « تيل كيل » اهتمامه بمنفى محمد الخامس، وعبد الكريم الخطابي، الى أنه أقام بالقرب من المنزل، الذي كان يقيم به عبد الكريم الخطابي، وكانت هناك علامة كتب عليها الطريق أو السبيل المغربي « Chemin marocain »، مما طرح لديه أسئلة حول من الذي أوجد هذا المسار المغربي في جزيرة « لارينيون »، في مكان بعيد عن المغرب، على قمة الجبل، سبعمائة متر فوق سطح البحر، في أعماق البادية. وحول الذكرى التي لازال سكان جزيرة « لارينيون » يحتفظون بها عن عبد الكريم الخطابي، أكد المؤرخ الفرنسي، أن عائلة الخطابي كانت لها علاقات وطيدة مع أسر من الجزيرة، من قبيل أسرة المحامي الفرنسي « جاك فيرجي »، مشيرا الى أنه قام بجمع العديد من القصص، التي تهم بالخصوص الأسرة الهندية المسلمة، مؤكدا ان الخطابي كان يعلمهم اللغة العربية، وكان أطفالهم يلعبون الكرة، ويمارسون السباحة مع أبناء الخطابي ». وأضاف « تيري مالبير » أن سكان جزيرة « لارينيون » أحبوا كثيرا عبد الكريم الخطابي بالنظر للعلاقات التي نسجت بينه وبين هؤلاء السكان، كما وصفوا بناته ب »الجميلات »، و أبناؤه بالمجدين في دراستهم، حيث تمكنوا جميعا من الحصول على شواهد الباكلوريا، مشيرا الى أن عائلة الخطابي تمكنت من الادماج في مجتمع الجزيرة، رغم المراقبة والحصار الذي كان يمارس عليها. وكشف المؤرخ الفرنسي أن الداعي وراء انتاج معرض صور حول الملك الراحل محمد الخامس، يضم صور له في جزيرة مدغشقر، هو وجود فراغ تاريخي يهم الفترة التي قضاها في الجزيرة، مشيرا الى أنه التقى عدد من سكان « مدغشقر »، وجزيرة « لارينيون »، الذين عاشروا محمد الخامس، بما في ذلك « إسماعيل كاثرادا » في أنتسيرابي، وأمدوه بالمعلومات والمعطيات التي سيضمها في كتاب حول الملك الراحل سيصدره قريبا. وحول أبرز الصور التي طبعت حياة محمد الخامس في المنفى، يقول ذات المؤرخ أن صورة الملك الراحل مع الأميرة للأمينة تعد الأبرز، حيث كان الملك متعلقا ومرتبطا جدا بالأميرة الصغيرة، التي رأت النور في المنفى، لأنها كانت تشكل بالنسبة له ذلك الأمل الذي كان يحدوه في العودة الى المغرب، و دنو بزوغ فجر الحرية والاستقلال، الى جانب صورته وهو يؤدي صلاة الجمعة في المسجد، وصوة أخرى وهو يقدم الكسكس للسكان. وأوضح « تيري مالبير » أن محمد الخامس، وعبد الكريم الخطابي تميزا بشخصيتهما المنفتحة، و الود تجاه سكان لارينيوون، ومدغشقر، حيث تركا انطباعا إيجابيا عند السكان، كاشفا أنه سيصدر كتابا حول محمد الخامس، شهر نونبر المقبل، من أجل ملء الفراغ التاريخي، الذي قال بأنه يسم الفترة التي قضاها هناك في المنفى. وأشار المؤرخ الفرنسي الى أن تجربة منفى الأسرة الملكية ليست معروفة بالكفاية، خصوصا وأن العائلة الملكية عانت خلالها بسبب النفي عن الوطن الذي كان يعيش وضع سياسي مقلق ابان الحماية، معبرا عن أمله في أن يسهم في تسليط الضوء على مرحلة سياسية ميزت تاريخ المغرب، وأن يشكل كتابه إضافة نوعية للتاريخ المغربي وللأجيال المقبلة، كما أن كتابه حول عبد الكريم الخطابي الذي قدمه للملك بمناسبة عيد العرش كان يروم التعريف بهذه الشخصية الريفية، ودمج مقاومة عبد الكريم الخطابي للاحتلال الاسباني في التاريخ الوطني للمغرب.