في محاولة منهم، لفهم وشرح مرحلة نفي عبد الكريم الخطابي بجزيرة لارينيون التي دامت لأزيد من عشرين سنة، نظم مركز الثقافة والأبحاث الأمازيغية بمدينة طنجة ندوة خصصت لتوقيع وتقديم كتاب 'نفي عبد الكريم الخطابي بجزيرة لارينيون 1926-1947' لكاتبه الفرنسي تيري مالبير بمشاركة كل من الأساتذة مصطفى الشكدالي والأستاذ والباحث جمال أمزيان ومالبير بتسيير من المهندس عبد السلام بوعدي. وفي كلمة ترحيبية لرئيس مركز الثقافة والأبحاث الأمازيغية، السيد عزيز ورود، أشار فيها إلى الرغبة الجامحة التي كانت تعتري المركز من أجل توقيع تقديم هذا الكتاب المهم لأول مرة في المغرب، مستدلا بشخصية محمد ابن عبد الكريم الخطابي وما قدمه للعالم أجمع وسيطه الذي تعد الحدود الجغرافي للريف ووصل صداه إلى الانسانية جمعاء. الشكدالي في مداخلته حول الموضوع أشار إلى قيمة الكتاب التاريخية، وما يحمله من حقائق تنشر لأول مرة تكشف الحياة الخاصة ل آل الخطابي بالمنفى، مركزا في نفس المداخلة على شخصية الخطابي الانسانية والكونية، وللانجازات التي حققها في كل المعارك التي خاضها مع المستعمر رغبة منه في تحرير شعبه وكل شعوب العالم. وأضاف الشكدالي أستاذ علم الاجتماع أن كتاب مالبير حاول ضبط كل السنوات التي قضاها الخطابي بجزيرة لارينيون، بكل الحيثيات التي شابت تلك الفترة من تاريخ الريف، وصولا إلى مغادرته للمنفى في اتجاه القاهرة. الأستاذ والباحث جمال أمزيان ركز في مداخلته على قراءة تقنية لكتاب ''نفي عبد الكريم الخطابي بجزيرة لارينيون 1926-1947' لما يحمله من وثائق تاريخية عبارة عن مراسلات وصور حصرية للكاتب الذي ترعرع في نفس الجزيرة التي قضى فيها الخطابي 21 سنة. وتمكن أمزيان من جرد أبرز النصوص المهمة والنادرة بالكتاب وترجمتها إلى العربية لتقريبها أكثر للحضور الذي لب الدعوة بكثافة للإفادة والاستفادة من موضوع قل الحديث عنه وظل يشوبه فراغ في الساحة التاريخية لسنوات طويلة. تيري مالبير الباحث والأستاذ في كلية العلوم الانسانية بجامعة لارينيون بدوره عبر عن سعادته البالغة للإهتمام بكتابه من طرف المغاربة، والذي خصص فيه أزيد من 115 صفحة للحديث عن الحياة اليومية ل آل الخطابي بالمنفى معززا بصور تظهر كل الأمور البسيطة واليومية. وركز مالبير في مداخلته على الصور، التي حاول شرحها بكل دقة، وهي الصور التي أدرجها في كتابه، مبينة محمد ابن عبد الكريم الخطابي برفقة شخصيات منذ وصوله إلى الجزيرة، إلى حين مغادرته للارنيون سنة 1947. ويعتبر الكتاب التي كانت طنجة هي السباقة إلى استقباله وتقديمه وكذا توقيعه من الكتب التي ناقشت موضوع نفي عبد الكريم الخطابي من ابن الجزيرة الذي ظل لسنوات يبحث في مكاتب ودروب جزيرة لارينيون على أهم الوثائق والشوارع والبنايات التي كانت شاهدة على 21 سنة من النفي خارج الوطن، ولا تزال لارينيون حسب الكاتب مالبير تتذكر الخطابي، وماتزال الجزيرة تنعي أمير الريف بتخصيص تمثال وشارع باسمه رفقة سيرة ذاتية إلى يومنا هذا.