اعتقلوك وانت وسط الاحداث شاهدا على دم الأبرياء وهو يلطخ أيادي الدولة ويجري بشوارع الحسيمة . اعتقلوك لأنك الجندي المسلح برسالتك الصحفية، التي تفزع الاستبداد والقهر، والتي لا تتأخر عن موعدها كما عودتنا.. اعتقلوك لانك الضوء الذي يكسر ظلام الليل ليالي المظالم عن أهالينا في الريف.. الجامعي اعتقلوك لانك حَمال الكلمة والقلم، لانك تكتب للحياة وللحقيقة وللحسيمة صفحات بيضاء من صفحات تاريخها. اعتقلوك حتى يخلو لهم المكان والزمان ليملؤوه بالاكريموجين وبالدموع وبصفارات الانذار وبالهراوات وبالردة والخوف، وحتى يضربوا ويعتقلوا ويتابعوا ويحاكموا وحتى يعم الحزن الحسيمة المنارة. اعتقلوك ووضعوك السجن ، ونسَوا انهم يشيدون بالحسيمة اليوم سجنا لهم ولكذبهم ولسياستهم ولكسلهم ولفسادهم ولميوعة وعودهم، ونسوا ان الزمان يمهل ولا يهمل.. اعتقلوك ليحاكموك امام محكمة المدينة ومدينة المنارة المتوسطية، وليعاقبوك عن جرائمهم وعن جناياتهم وعن كل أوزارهم، التي ارتكبوها وهم يدوسون كرامة الريف والريفيين.. اعتقلوك لتكون انت الرهينة وعنوانا لكبح جماح كل من يمتلك جرأة إعلامية، وليساوموا بسجنك ويفرضوا الصمت على الصحفيين والاعلاميين من طينتك.. اعتقلوك وسيحاكموك بمساطر القوة وبقانون سياسي مستعار من بلاغات الداخلية وبيانات النيابة العامة واجتهادات محاكمات الحراك غير العادلة، لكنهم تناسوا ان محاكمتهم انعقدت وإدانتهم تمت عن كل انتهاكاتهم للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، امام الراي العام المغربي والدولي، وامام محاكم المجتمع بالميادين وبالساحات وبالشوارع تحت سماء الحرية وزغاريد السيدات وصرخات الرجال وأناشيد الشباب وشارات التحدي تحت سقف السلمية الحضاري ، فمتى ستكفرون بالعنف وبالعصا على الضلوع وفوق الرؤوس عقابا لمن يعري عوراتكم وعاداتكم.. ومتى تتوقف الحماقات والشرود العمدي للسلطة بالحسيمة، فلسنا محتاجين، أن تذكرونا بماضي الاعتقالات الجماعية وبالمحاكمات الجماعية وبالعقوبات الجماعية ، وما عليكم إلا ان تغسلوا عقولهم وتتطهروا الطهارة الكبرى وتعلنوا التوبة، عسى ان تدخلوا باب الوطن وتسكنوا قلوب المواطنين.. ومتى ستومنون بالحرية وبالديمقراطية وبحقوق الانسان كبنيات تحتية، صلبة وقوية، للامن والسلم الاجتماعي وللاستقرار السياسي.. وحتى لا تتحول العاصفة الى إعصار بالريف، جففوا دموع النساء والأطفال بالحسيمة والإقليم، واوقفوا نزيف قلب الوطن ، وهيا في العاجل القريب وأطلقوا سراح المعتقلين ، معتقلي الرأي من حراك الريف.. وافتحوا بوابات السجن ليستعيد الصحفي المهداوي حريته وقلمه وجمهوره الكبير. مزيدا من الصبر يا حميد، فلست وحدك في قبر الحرية…