كتبت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، الذائعة الصيت، أن المملكة المغربية لديها فرصة للانعطاف في الاتجاه الصحيح والسليم، أو الانعطاف في الاتجاه الخطأ في مجال حرية الصحافة والإعلام"، مشيرة إلى "الاختيار الصحيح بين الاتجاهين سيكون مكلفا وصعبا، لكنه سيعود بالنفع في الأمد الطويل على صورة المملكة في مجال تعزيز حرية الصحافة. فعلى المغرب، تضيف الصحيفة الأمريكية، في افتتاحية لها، اليوم الاثنين، " اختيار النهج القويم، وأن يسقط المتابعة ضد الصحفي علي أنوزلا، كواحد من أبرز الصحفيين في البلاد، الذي حاولت الدولة ترهيبه بكل الوسائل، ومن خلاله إسكات أصوات باقي وسائل الإعلام الأخرى .
وبعد أن تطرقت "الواشنطن بوست" لقضية علي أنوزلا، وإغلاق موقع "لكم" الإخباري، وصف المصدر ذاته التهمة التي توبع بها الصحافي علي أنوزلا ب" السخيفة"، لأن أنوزلا، حسب الصحيفة، اعتبر شريط تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، شريطا دعائيا، ولم يضفي عليه، بأي وجه من الأوجه، صفة الشرعية"، مشيرة إلى أن " السلطات الأمنية المغربية كان عليها تقديم الشكر والامتنان للصحفي أنوزلا، وجعل شريط الفيديو كفرصة للوقوف على حجم التحديات والمخاطر الإرهابية التي تواجه البلاد".
وما الزج بصحفي مستقل، تضيف الجريدة، الذي لطالما دعا إلى المزيد من حرية الصحافة والتعبير، تضيف الصحيفة الأمريكية، "إلا تزكية للمنحى التراجعي الذي تعرفه المملكة في مجال حرية الصحافة.
فمن الواضح، تردف الصحيفة الأمريكية، أن "النظام المغربي، يخشى الصحافة المستقلة التي ليست لها قيود، والتي قد تثير العديد من القضايا غير المريحة بالنسبة للنظام، من قبيل استمرار بعض الوجوه المستبدة في تسيير دواليب الدولة، الذين ترهبهم الصحافة المستقلة وتهدد شرعيتهم. فمما لاريب فيه هو أن الصحافة الحرة والمستقلة بالمغرب، يمكن أن تكون "شوكة" في المستقبل، واستمرار الضغط عليها سيزيد الأمور تعقيدا والمزيد من الشكوك حول الشرعية. ودعت "الواشنطن بوست" المغرب إلى إسقاط المتابعة والتهم ضد الصحفي علي أنوزلا، الذي سيتم الاستماع إليه مجدد، يوم غد الثلاثاء، والتركيز عوض ذلك على كيفية ضمان حقوق الصحفيين والمجتمع المدني، وهو المسار القويم الذي يمكن للمغرب أن ينهجه.