فقدنا سبعون ألف قارئ في الصحافة المكتوبة، والكثير من الصحف يوزعون الجرائد بالمجان، وإذا اطلعتم على الأرقام والإحصائيات على موقع "مكتب التحقق من الانتشار" المعروف اختصارا ب"OJD"، ستكتشفون أشياء صعبة وعصية على الفهم! وقال رئيس فدرالية الناشرين، السيد نور الدين مفتاح، خلال الجلسة الثانية من الندوة التي نظمتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، بكثير من المرارة والإحباط، وهي الجلسة التي خصصت لأخلاقيات مهنة الصحافة وتنظيم المهنة، إذا لم يعد هناك قراء لهذه الصحافة، على من سنطبق هذه الأخلاقيات، لابد من حل إشكالية الوجود، أولا وقبل كل شيء، إن المشكل إقتصادي، لكنه أعقد من ذلك بكثير، إنه هيكلي ومرتبط بما هو سياسي.. وطرح رئيس فدرالية الناشرين السؤال: لماذا تأخر التنظيم الصحافي، ليخلص إلى أن الجسم الصحافي ليس بخير، وأن عددا كبيرا من الناشرين، يخرقون القواعد المهنية منذ سنين، مضيفا أن الصحافة مرآة، لما يجري في المجال السياسي، والحقيقة التي وقف عندها وهو يرتجل كلمته، أن لقد نظر للصحافة دائما على انها ذلك الابن العاق الذي يجب معاقبته.. وتطرق السيد نور الدين مفتاح إلى أمثلة صدمت القاعة، بما فيها خبرا نشر منذ ثلاثة أيام، يتحدث عن مصور كتب احد زملائه، أنه يعاني من عجز جنسي! يتساءل رئيس فدرالية النارشين:" بالله عليكم، اليس مس بالحميمية؟ هذه جريمة!! الشخص المصور الذي سماه، له زوجة وبنات، والحديث عن حياته الجنسية، مس بالحياة الخاصة.." وعلّق الزميل نور الدين مفتاح، تفاعلا مع أسئلة القاعة، أن اهتمام الصحافة بالجرائم والحوادث ليس عيب، ولكن ما حجمها هو ما يمكن أن يطرح السؤال، مضيفا، أنه إذا اهتمت وسائل الإعلام، بمواضيع الحد الأدنى للأجور، والباطرونا، وقانون الصحافة، تبور بضاعتهم، إذ قال بالحرف بمرارة مرة أخرى:" اذا حدثتهم على السميك والباطرونا وقانون الصحافة، مكيقراك حتى احد، تنزل بثمانين درجة، ماذا نفعل إذن؟ اما الرجوع إلى التاريخ أو الإثارة.. شخصيا لدي "ترمومتر".. لقد بدأنا بعد مرحلة كان فيها المغرب منغلقا في عهد الحسن الثاني، الاهتام بالملك الراحل، وفيما بعد الاهتمام بالملك الجديد، وسرعان ما اهتم المغاربة بالرجل الثاني في النظام، ثم وصلنا لمرحلة خطف فيها الاضواء الجنرال العنيكري.." وخلص رئيس فدرالية الناشرين، إلى أننا لم ننجح كصحافيين، إلى لفت اهتمام القراء بالشان العام، ويقول:" هذا ليس ذنبي.. الشان العام هو الذي يفترض أن يثير اهتمام الناس، لكي أهتم به أنا الصحافي.. الفاعل السياسي ولا كيدير الفي دي فير.. واحد يحضر لمداخلة مهرس راسو جامع الرسائل، والغريب أنك تعثر في جريدة على ثماني أعمدة على عنوان من قبيل: "قال هذا صكع وهذا منشار أو معتوه"!! ألا تعتقدون أن لدينا صحافة مهنية، قادرة على كتابة تقرير رصين، بعيدا عن هذه العناوين؟! وهو السؤال الاستنكاري الذي يخلص من خلال السيد نور الدين مفتاح، إلى مشكلة وجود قراء يهتمون بالسياسة، وليهتمون بها يجب أن يشعروا أن هذه السياسة تؤثر فيهم.. باقي اشغال الورشة تتابعونها على "فبراير.كوم"