انتقال السلطة من رئيس الى آخر مهمة جدا في تقاليد الجمهورية الفرنسية مع ما تحمله من خطوات رمزية، وغالبا ما يليها في اليوم نفسه تعيين رئيس الوزراء. في الثامن من كانون الثاني/يناير 1959 استقبل رونيه كوتي الرئيس الثاني للجمهورية الرابعة الجنرال ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة بعد تعديل دستوري في 1958، بالقول « اول الفرنسيين بات الاول في فرنسا ». اصطحبه شارل ديغول الى قوس النصر لاضاءة شعلة الجندي المجهول ثم تركه في المكان وعاد وحده الى قصر الاليزيه. وفي اليوم نفسه عين ميشال دوبريه رئيسا للوزراء. وسينتظر الرئيس الجديد اليوم التالي لتعيين جاك شابان-دلما رئيسا للحكومة. من جهته عاد آلان بوير الى مجلس الشيوخ بدون ان يدرك انه وبعد اقل من خمس سنوات سيعين مجددا رئيسا بالنيابة مع وفاة جورج بومبيدو. ويوم تنصيبه رئيسا عين جاك شيراك رئيسا للوزراء. بعد سبع سنوات، في 21 ايار/مايو 1981 استقبل الرئيس المهزوم فاليري جيسكار ديستان خصمه الاشتراكي فرنسوا ميتران في لقاء على انفراد استمر ساعة ثم غادر القصر الرئاسي سيرا. في قاعة الاحتفالات في الاليزيه عانق فرنسوا ميتران الشخصية الشعبية من اليسار الفرنسي رئيس الوزراء السابق بيار منديس الذي كان شديد التأثر. ثم توجه الى البانتيون حيث يرقد عدد من عظماء فرنسا، ووضع زهرة على ضريح كل من الاشتراكي جان جوريس والمقاوم خلال الحرب العالمية الثانية جان مولان ومهندس الغاء العبودية في 1848 فيكتور شولشر. وكان بيار موروا حاضرا بعد ان تم تعيينه رئيسا للوزراء. بعد ولايتين رئاسيتين استمرت كل منهما سبع سنوات، استقبل فرنسوا ميتران المصاب بالسرطان، رئيس حكومته السابق اليميني جاك شيراك في 17 ايار/مايو 1995. وشيراك الذي كان زار صباحا ضريح الجنرال ديغول، رافق ميتران الى سيارته. وكلف مساء آلان جوبيه تشكيل الحكومة. ورافق الرئيس اليميني الجديد، شيراك الى سيارته الذي لوح بيده من النافذة وهو يغادر القصر الرئاسي. في اليوم التالي عين فرنسوا فيون رئيسا للوزراء. وفي واقعة غير مسبوقة تحدثت فاليري تريفيلير التي كانت شريكة الرئيس الجديد، مع كارلا بروني-ساركوزي. لم ينتظر هولاند حتى مغادرة سلفه باحة الاليزيه لدخول القصر في سلوك انتقده اليمين بشدة. وبعد تعيين جان مارك ايرولت رئيسا للوزراء واجه فرنسوا هولاند لاول مرة سوء الاحوال الجوية الذي سيرافقه طوال ولايته الرئاسية : هطول امطار غزيرة على جادة الشانزيليزيه ثم اصابة طائرته الفالكون بالبرق اثناء توجهه الى برلين للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.