فوجئت بمولاي هشام يطرق مسامعي بمقترح عرض يتم بموجبه دعمي لإطلاق مشروع إعلامي كبير يضم أسماء متنوعة، اقترح له الأمير غلافا يبدأ بمبلغ 2 مليار سنتيم، وقد يصل إلى 5 مليار سنتيم إذا تطلب المشروع ذلك، يقول عبد الرحيم أريري مدير نشر "الوطن الآن" في آخر عدد للأسبوعية، ثم يضيف:"كان العرض بالنسبة إلي صادما ومهينا لاعتبارين: الأول لأنني تلقينه عبر زميل من الجسم الصحافي ( يستقر حاليا في أوربا ويعد من المقربين من الأمير)، ذلك أنني تلقيت مكالمة منه يرغب في اللقاء معي، وذلك ما تحقق بالفعل بالنادي البحري الأمريكي "سيمنس" القريب من ميناء الدارالبيضاء، ومباشرة حدثني هذا الزميل عن رغبة الأمير". قال لي الزميل:"الأمير يفكر في خلق مؤسسة إعلامية يومية كبرى ومستعد أن يضخ فيها 2 مليار، وعليك أن تلتحق بها وتتولى جلب أسماء وازنة، وإذا تطلب الأمر فالغلاف قد يصل إلى 5 مليار، فهو في حرب، والحرب تحتاج للمال، والمال موجود، خاص فقط غير الرجال للانضمام إلى المشروع".
وفي الواقع، يضيف أريري، لم أفهم لماذا اعتمد هذا النوع من الوساطة، في حين كان بالإمكان أن يتم ذلك مباشرة من طرف الأمير نفسه، خاصة وأني كنت على اتصال دائم به إما عبر الهاتف أو من خلال اللقاء الشخصي، وبسرعة فهمت أن الإهانة لها هدف مزدوج:الأمير يريد ابتلاع تجربتي الصحفية الناشئة وإقبارها لكن بحضور شهود، وتشغيلي ملحقا في مشروع ملتبس أمواله تتقاطر من الأمير دون أن يظهر هو في الصورة.
أما الاعتبار الثاني في نظر أريري دائما، فإن العرض يتم بناء على دفتر تحملات أساسه الالتزام بانتقاد العهد الجديد، وتسفيه وتبخيس مرحلة محمد السادس، بآمالها ومكتساباتها، وبالتالي الانقضاض على السلبيات وتضخيمها لتأكيد استحالة التغيير في المغرب...:"ومن ثم استنثجت أن هذا المشروع - 2 مليار - ليس معزولا، إذ يدخل في إطار رؤية تكاملية مع محاولة استمالة صحافيين آخرين في الصف الديمقراطي لتشكيل حزام يطوق محمد السادس ويشوش عليه، ضمن ما يمكن اعتباره استراتيجية تفتيت واضحة".