كشف الأمير مولاي هشام العلوي، أن "المحاولة الانقلابية التي تعرض لها الراحل الحسن الثاني شكلت أكبر صدمة، وضربة تلقاها الملك الحسن الثاني في حياته، وتلقتها الأسرة الملكية في تاريخ المغرب الحديث"، مشيرا إلى أن "وفاة الحسن الثاني كانت أصعب من موت والده مولاي عبد الله، لأن الحسن الثاني لقنه دروس، وبعضا من القيم الإنسانية، وعلمه الاحتكاك بالسياسة، والتعامل مع الآخرين، كما علم ذلك للملك محمد السادس، والأمير مولاي رشيد".
وأضاف "الأمير الأحمر" الذي كان يتحدث أمس الأربعاء في برنامج "exclusive " على قناة "فرانس 24"، أن الحسن الثاني اعتبر المحاولة الانقلابية خيانة في قلب المنزل، ومن إحدى مكونات دار الملك وليس من المعارضة، التي كان ينظر إليها كامتداد للسيبة التقليدية".
فالملك الحسن الثاني، يردف الأمير مولاي هشام، "كان يعول في فترة حكمه آنذاك على الجيش، لكن بعد المحاولتين الانقلابيتين، بات يعول الحسن الثاني على وزارة الداخلية، وعلى الشرطة، كما كان يحس بعزلة، لأنه كان يعلم آنذاك ما يعلمه الجميع الآن، ولأن هناك بعض العناصر في الحركة الوطنية، تواطأت مع قيادة الجيش، من أجل الانقلاب".
ولما علم الحسن الثاني، يستطرد الأمير العلوي، أنه معرض للخطر، وسع قاعدة حكمه، حيث نظم المسيرة الخضراء، التي أعطته شرعية وطنية كبيرة، كما أدمج كثيرا من النخب المغربية الاقتصادية، وربطها بمصير النظام وب"المغربة"، ووضع بذور وبداية "جنينية" لما كان سيصبح بداية للتعددية الحزبية في النظام السياسي المغربي".
وبخصوص المعاملات "المهينة" التي كان يعامل بها الحسن الثاني والد مولاي هشام "مولاي عبد الله"، أقر الأمير أن "الواقع لازال دفينا، وأن الغضب مازال يحز في قلبه، رغم أنه يحاول أن يحاربه ويقضي عليه، إلا أن ذكرى الوالد، يردف الأمير" في هذه المأساة والاهانة التي تعرض لها والدي، لم أفهمها بعد".
وأوضح الأمير العلوي، أنه سامح للملك الحسن الثاني، حينما كان مريضا، ولما لاحظ القوة الدفينة الداخلية لدى هذا الحسن الثاني، كانسان فريد من نوعه"، مشيرا إلى أنه " التقى الحسن الثاني قبل وفاته، وفتح له قلبه، وقال له كل شيء قبل مماته".