إنه الرجل الذي كان يركب الدراجة العادية، ها هو اليوم يتنقل عبر الطائرة المروحية. هكذا يبدؤ شريط للقناة الفرنسية الخامسة الذي تداول على نطاق مهم هذا اليوم على الفضاء الأزرق «الفايس»، حينما كانت تقدم القناة الفرنسية المهدي بنبركة، والذي وصفته بالرجل الذي يجيد التعامل مع الأرقام، وهو الخبير في علم الرياضيات، حيث 11 مليون مغربي، ضمنهم 80 في المائة من الأميين، فما معنى إعادة تداول الشريط الذي يعرفه رفاق المهدي في هذا اليوم بالضبط؟ هذا واحد من الأ»ئلة التي طرحها أيضا سكان الفضاء الأزرق وهم يتابعون الشريط الذي يحفظون تفاصيله عن ظعر قلب، حينما يقول معد الشريط إن المهدي بنبركة هو ذاك الرجل الذي اشتهر بالإنجاز الكبير : طريق الوحدة التي تربط بين لشمال والجنوب، بين فاس والمنطقة التي كانت تحتلها إسبانيا. ويقول الشريط أن المهدي بنبركة افتتح آلاف الأوراش التي شارك فيها الآلاف من المغاربة، مثل طريق الحدة الذي كان من لبنات أفكار المهدي بنبركة:«هذا كل ما تبٍي للمهدي بنبركة وهذا الشريط الذي يمكن أن نسمع له». ويتساءل عدد من راد الفايس، عن دلالات إعادة نشر شريط فيديو للمهدي بنبركة في هذه الظروف، على الرغم من أنها لا تتزامن مع ذكرى اختطافه أو ولادته. ويعد شريط الإنجاز الكبير للمهدي بنبركة :طريق الوحدة، من أبرز الأشرطة التي يعرفها عن ظهر قلب رفاق المهدي بنبركة، والذي اختطف من قلب العاصمة الفرنسية، باريس، في 29 أكتوبر سنة 1965. وإلى اليوم لا يزال قبر المهدي غير معروف، مع العلم أن القضية مر عليها أزيد من نصف قرن، كما راح الكثير من الشهود الذين لهم علاقة بهذه القضية، ولم يبق منهم إلا القليل، ومن بينهم ميلود التونزي الذي اعترف لهيئة الإنصاف والمصالحة أنه هو العربي الشتوكي، الاسم الحركي الذي كان يتجول به خارج المغرب أثناء المراقبة والتحضير لاختطاف واغتيال المهدي بنبركة. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن عدد لا بأس به من الروايات التي صدرت بشأن مصير جثة المهدي بنبركة، منها التي قال أصحابها أن الجثة تم رميها في البحر، وثانية قالت إنه بني فوقها مسجد في العاصمة الفرنسية باريس، وثالثة قال صاحبها أحمد البحاري العميل السابق بالمخابرات المغربية «الكاب 1» أن الجثة تم إدخالها في طائرة إلى المغرب وتم تذويبها في دار المقري في حوض من الأسيد.