أفضت الإرادة العليا لجلالة الملك، ومساعي إدريس بنزكري، وهيأة الإنصاف والمصالحة، يوم 30 نونبر 2005، إلى تنظيم اللقاء مع ميلود التونزي المعروف بالشتوكي حول قضية بنبركة بحضور ياسين المنصوري مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، الذي اقتصر دوره على تقديم أعضاء الهيأة الذين حضروا اللقاء وهم المرحوم إدريس بنزكري وغبد العزيز بناني وامبارك بودرقة. وخاطب السيد المنصوري التونزي، كما جاء في مذكرات امبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب، بأنه بإذن من صاحب الجلالة تم تنظيم هذا اللقاء، وعليه أن يدلي لأعضاء الهيأة بكل ما يعرفه حول قضية المهدي بنبركة، وقد استغرق اللقاء معه حوالي ثلاث ساعات. تقول المذكرات، أنه ترك في البداية التونزي يقدم شهادته وفق ما يراه، بغاية تمكين الهيأة لديه من معلومات حول القضية التي ينعقد اللقاء من أجلها. وانطلق بسرد بدقة، التحاقه بجهار الاستعلامات الكاب 1، والمهام والمسؤوليت التي أنيطنت به، وأنها كانت تقتصر على المسائل التقنية لا غير، مثل إنجاز الاستماعات والتنصت وتجهيز الوثائق والبطاقات الضرورية للسفر، وإنجاز المهمات سواء داخل الوطن أو خارجه، وقد تمادى في سرد التفاصيل ذات الصلة إلى درجة أنها أصبحت مملة، مما دفع فريق الهيأة إلى استفساره عن المهام التي ارتبط بها طيلة عمليه بهذه المؤسسة، والتي لها علاقة فقط بقضية المهدي بنبركة. أجاب التونزي حسب المذكرات دائما، وبكل بساطة بأنه لم يقم بأي شيء يمكن ذكره فيما يخص قضية بن بركة، فووجه بأن الهيأة تتوفر على ملف كامل كانت قد سلمته لها عائلة المهدي بنبركة، يتضمن الوثائق الرسمية الصادرة عن المحاكمة والتحريات والاستماع إلى الشهود ... وبعد تردد، بدأ التونزي في الحديث، وبدأ يسرد بعض التفاصيل ومنها لقاءه بأحمد الدليمي من شهر أكتوبر 1965، وكيف انتقلا إلى منزل أوفقير، وكيف كلف هذا الأخير الدليمي بمهمة يقوم بها التونزي في سرية، والتي لم تكن غير تسجيل محتوى بعض اللقاءات والاجتماعات التي سيعقدها المهدي بنبركة في جنيف. وسافر التونزي إلى جنيف وسكن في فندق متواضع، ومساء يوم 30 أكتوبر 1965، وهو يتابع الأخبار في قاعة الفندق، على شاشة التلفزة، إذا بالمذيعة تعلن اختفاء المهدي بنبركة بباريس. وقالت المذكرات أن التونزي أكد أن هذه هي المهمة التي قام بها في جنيف، وأنه لم يسبق أن قام بأية مهمة في باريس، وهو ما يتنافى مع العديد من الوثائق التي توجد بحوزة هيئة الإنصاف والمصالحة، ومنها المستخرج من محاضر القضية في باريس، ونشرت في المذكرات بدقة بالغة، تؤكد أن التونزي لم يقل الحقيقة في ذات اللقاء، لكن الأهم والأهم بقوة في المذكرات هو اعترافه أنه هو الشتوكي!! حينما سألته الهيئة هل كنت تسافر بجواز سفر مغربي تحت اسم العربي الشتوكي؟ أجاب بنعم، وهو الاعتراف الذي عادت الهيئة وتأكدت من خلال الوثائق التي لديها المهمة الأساسية التي قام بها التونزي أو الشتوكي في مراقبة بنبركة في جنيف وبايس طيلة الأيام التي سبقت اختطافه. بل إن اسم الستوكي ورد في محاضر القضية كفاعل أساسي ساهم مع عدد نت الفرنسيين في الترتيب لاحتطاف المهدي بنبركة.