عاد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، للحديث عن تدونته التي خلقت جدلا كبيرا، في أوساط سكان المغرب الأزرق، حيث أوضح أن « الصحافي المخبر » لا يعني شخا أو شخصين فقط، بل يهم منظومة كاملة. زعيم حزب « الجرار » قال « في معرض مداخلته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزب الاصالة والمعاصرة بمدينة طنجة صباح أمس، تطرقت لتجربتي في التواصل عبر الفضاء الأزرق، خاصة وأن تدويناتي المقبلة، ستنكب على قضايا مختلفة ومتشعبة لها علاقة بعنوان تدوينتي الأولى. لأن الكلام حول الموضوع لا يعني شخصا أو شخصين فقط، بل يهم منظومة كاملة من العلاقات والمشاريع والمؤسسات والارتباطات والصداقات والخيانات والمؤامرات التي قد تكون تافهة أو ذات قيمة ». وأضافت تدوينة العماري » والحقيقة أنني مقتنع بأن التواصل الافتراضي ليست له نفس القيمة التي يملكها التواصل الحقيقي والمباشر، رغم الكم الهائل من المعلومات والسرعة الفائقة التي تنتقل بها، ورغم السهولة التي يسمح بها لكيل الاتهامات للناس، ونشر المعلومات الصحيحة والخاطئة، بدون حسيب ولا رقيب، ماعدا سلطة ورقابة الضمير؛ ورغم ما يسمح به من توفير المعلومات للأجهزة الداخلية والخارجية لمعرفة نوايا وميولات الناس، واتصالاتهم وانفعالاتهم، وعلاقاتهم وطموحاتهم؛ رغم كل هذا، وكما عبرت على ذلك هذا الصباح، لا يرقى هذا الفضاء إلى تلك المساحة الواسعة للتأثير الفعلي في الواقع ». « وضربت مثالا لشخصين عاشا طوال حياتهما جنبا إلى جنب، في نفس المكان وداخل نفس الحي. وقدر لهما أن يحالا على التقاعد في نفس الوقت. فحرص الأول على قضاء كل وقته مع أصدقائه وأبناء حيه، في تبادل أطراف الحديث ولعب الطاولة، أما الثاني فقد ابتلاه الله بالعالم الافتراضي، فنسج شبكة من الصداقات الافتراضية التي مكنته من التواصل مع ما يفوق الخمسين ألف من الأصدقاء والمتابعين والمعجبين. وشاءت الأقدار أن تتوفاهم المنية في نفس اليوم والساعة في حادث مؤلم. فحضر جنازة الأول أكثر من خمسمائة شخص من أبناء الحي، مع العلم أنه كان يجالس أقل من عشرة أشخاص، أما الثاني فلم يتجاوز عدد الذين حضروا جنازته أصابع اليد الواحدة »، تضيف تدوينة رئيس جهة طنجةالحسيمةتطوان. وأضاف العماري « أوردت هذه القصة لأبين أن التواصل الافتراضي هو أمر مهم ومفيد جدا للتعبير عن آرائنا ومواقفنا، بيد أنه لا ينبغي أن يتحول إلى بديل عن تواجدنا الفعلي في الميدان. ولكي ندرك معنى هذا، يكفي أن نتخيل إحساس شخص مريض توصل بتعاطف ودعاء بالشفاء عبر الفضاء الأزرق، وبين استقباله لصديق أو قريب وهو على فراش المرض ». وختم العماري تدرينته بالقول « لقد قررت أن أستمر في التواجد في هذا الفضاء الافتراضي للتواصل قدر المستطاع مع شريحة واسعة من الاصدقاء والمتابعين والمعجبين، ولكن لن أقبله بديلا عن حضوري اليومي، قدر المستطاع، إلى جانب كل الناس، خصوصا إلى جانب الذين أبادلهم أحاسيس الحب ومشاعر الاحترام ».