رحل زعيم الإستقلاليين محمد بوستة، وتبعته عبارات التعازي والثناء على رجل عايش أجيال من الإستقلاليين، قادة وقواعد ومتعاطفين. حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال، لم يمنعه صراعه الأخير مع بوستة من تقديم المواساة لأسرته أو من الإعتراف بنضاليته وتاريخه في الحزب، فكتب « شباط يتقدم بأحر التعازي للعائلة الكبيرة والصغيرة في وفاة الفقيد المجاهد مولاي امحمد بوستة الأمين العام لحزب الاستقلال وعضو مجلس رئاسته، تغمده تعالى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا فيه الصبر والسلوان وإنا لله وانا اليه راجعون ». وكان بوسته قد خرج خلال الأسابيع الأخيرة قبل وفاته بقوة إلى الإعلام، بعد الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا، التي تسببت فيها تصريحات حميد شباط، وترأس اجتماعا لقياديي الحزب خلص إلى مطالبة شباط بالتنحي عن قيادة الحزب. بدأت بعد ذلك حرب البلاغات بين جناح شباط إن صح التعبير وجناح المتمردين إن صح التعبير كذلك، وبين من يرى أن شباط سبب كل الأزمات التي لحقت حزب الإستقلال، بالنظر لعدم توفره على الحكمة السياسية كما سبق وصرح بذلك امحمد الخليفة، ومن يرى أن هناك تيارا « فاسيا » يريد الإنفراد بالسلطة داخل الحزب. الآن ذهب بوستة قبل أن يشهد على نتائج مؤتمر الإستقلال القادم لكن ترك خلفه، الخليفة وحجيرة، وغلاب وآخرون..