بدأت المعركة الأقسى بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وخصومه السياسيين، حيث وصلت إلى فصل ختامي، بعد نشر مضمون مكالمة هاتفية إتهم اردوغان خصومه بفبركتها، متوعدا بالرد. المعلومات الواردة من إسطنبول تشير إلى ان اردوغان يخطط لاعتقال نخبة من رؤساء الجمعيات الخاصة، التي تدير الدولة العميقة في مؤسسة القرار التركي، كعقاب سريع على ما قال: انها "هجمة وضيعة" عليه وعلى تركيا. وكان اردوغان قد اعتبر الثلاثاء ان المحادثة الهاتفية المنسوبة اليه والى ابنه، ويتطرقان فيها الى اخفاء مبالغ كبيرة، تشكل "هجمة وضيعة"، وأن ما حصل يشكل هجمة وضيعة على رئيس وزراء الجمهورية التركية قائلا: هذا لن يمر من دون عقاب.
ودعت المعارضة التركية اردوغان الى الاستقالة بعد الكشف مساء الاثنين عن تسجيل انتقدته السلطة واعتبرته "مختلقا"، ويتهمه بفضيحة فساد واسعة النطاق.وقال خالوق كوتش نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ابرز قوة معارضة، في ختام اجتماع طارئ ليل الاثنين الثلاثاء، "على الحكومة ان تستقيل على الفور، لقد فقدت كل شرعيتها". واضاف "على رئيس الوزراء ان يستقيل على الفور". وأثار يوتيوب المكالمة المزعومة موجة جدل عاصفة في تركيا، حيث يتحدث الشريط المبثوث على الشبكة الدولية عن محادثة بين اردوغان ونجله البكر بلال، تطرقا خلالها الى كيفية اخفاء مبلغ كبير من المال بعد الكشف عن فضيحة فساد تلطخ سمعة حكومته منذ 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي. وفي هذا التسجيل يطلب اردوغان من نجله ان يجتمع مع افراد آخرين من العائلة ويطلب منهم ان يخفوا على الفور ملايين من اليورو والدولارات المخبأة في منازل مقربين. ورد مكتب اردوغان بقوة على هذه الاتهامات منتقدا في بيان "نتاج غير اخلاقي لعملية تلفيق لا يمت الى الحقيقة بصلة"، وهدد بملاحقة الفاعلين امام القضاء.
ويعتقد دبلوماسيون على نطاق واسع ان اليوتيوب المشار إليه يسارع في المواجهة الفاصلة بين حكومة اردوغان وحكومة الظل، الذي تعارضه خصوصا في إمبراطورية الجمعيات الخيرية والمراكز الأمنية، وهي معركة من المرجح أن تحدد مصير اردوغان خلال أيام.