في بعض اللحظات، تكون لغة الأرقام حاسمة، هذا على الأقل ما يمكن أن يحدث في حالة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي. فمن مجموع 53 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، هناك 16 دولة تعترف بجمهورية الوهم دولة كباقي الدول الأعضاء في الاتحاد، على الرغم من أن الأممالمتحدة لا تعترف بها دولة، وهو نفس الشأن مع عدد من المنظمات والهيآت الدولية أو القارية، مثل الاتحاد الأوربي. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوربي، وعبر محكمته الأوربية، رفض طلب البوليساريو طلب فسح الاتفاق الزراعي والفلاحي الذي يربط بين المغرب والاتحاد الأوربي. ورفض الطلب بعد مداولات المحكمة الأوربية، والتي اعتبرت البوليساريو غير ذي معني بهذا الأمر، مادام لا تتوفر فيه شروط دولة. وبالعودة إلى موضوع الاتحاد الإفريقي، والاستعداد لعودة المغرب لمؤسساته، والتي كان قد غادره في إطار منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، فإن عدد الدول التي تعترف بالبوليساريو هو 16 دولة، وهي الجزائر وأنغولا وموزمبيق وتنزانيا وإثيوبيا وغانا وأوغندا وليسوتو وبوتسوانا وزيمبابوي وموريتانيا وناميبيا وجنوب إفريقيا وجنوب السودان وتشاد ونيجيريا. وهذا يعني أن عدد الدول التي لا تعترف بالبوليساريو أكبر بالمقارنة وبكثير، وهو ما يعد انتصارا وتقدما للمغرب في الساحة الإفريقية، وقد تم تحقيقه بفضل الديبلوماسية السياسية والاقتصادية التي يقودها الملك محمد السادس. لكن الأهم هو عدد الدول التي تساند عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والذي يتجاوز أربعين دولة، رذ هناك بعض الدول التي تعترف بالبوليساريو، لكنها تدعم عودة المغرب إلى الاتحاد وهي على الأقل نيجيريا وتنزانيا وإثيوبيا وتشاد وموريتانيا وغانا. ويمكن أيضا لهذا العدد أن يزيد إذا انضافت بعد الدول التي لم تشملها الزيارات الملكية، بسبب تأجيلها إلى وقت لاحق، ويمكن أن ينتج عنها تطوير العلاقات بينها وبين المغرب. تجدر الإشارة إلى أن موضوع العودة إلى الاتحاد الإفريقي سيحسم مسطريا هذا الأسبوع وبداية الأسبوع المقبل، وذلك خلال قمة رؤساء الدول والحكومات في القارة الإفريقية، والتي ستعقد يومي الإثنين والثلاثاء المثبلين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتجدر الإشارة إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي خلقت انقساما في صفوف المحور المساندة للبوليساريو.