يرى ميلود بلقاضي، باحث في علم السياسة، أن ما وقع في زمن المشاورات أكد بالملموس أن الأحزاب السياسية بالمغرب لازالت غير ناضجة، على مستوى الحكامة والتدبير. وأشار بلقاضي في حوار مع فبراير.كوم، أن الزمن الأول من المشاورات، أي قبل لقاء مستشاري الملك ببنكيران، كان زمنا بطيئا، غامضا، مشاكسا، متوقعا أن يشهد الزمن الثاني تسارعا في المراحل، في أفق تشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة. وقال الأكاديمي، إن البلاغ الذي حمل رسائل الملك لبنكيران، جاء في اتجاه واحد وهو مطالبة بنكيران بتشكيل الحكومة ولم يتطرق لسيناريوهات ما بعد فشل بنكيران، مؤكدا أن تشكيل الحكومة سيكون مسألة وقت وأيام قليلة، خاصة وأن الملك جدد الثقة في بنكيران ووضع الحد لكل الإشاعات، من قبيل تعيين شخص آخر غير بنكيران أوالذهاب لانتخابات سابقة لأوانها. وتابع بلقاضي، « إن هذا اللقاء حرك الزمن الحزبي، وهذا التحرك بدا واضحا، إذ مباشرة بعد اللقاء اتصل بنكيران بأخنوش « المشاكس الأول ». واعتبرالأكاديمي أن اللقاء الذي تم في منزل بنكيران، يدعو للإطمئنان، كما أكد أن أخنوش أظهر من خلال سلوكه وخطابه وإيماءاته، انشراحا، مخالفا للقائه الأول مع بنكيران، مشيرا إلى أنه خرج منشرحا، وتكلم بلغة مباشرة، ولم يعد يتكلم عن أن هناك شروطا للدخول، بل غير الموضوع ليتكلم على أن هناك مشكلا بين الاستقلال وموريتانيا، وقال كلمة مهمة جدا، وهي « أكثر القضايا تم الاتفاق عليها »، وهنا يعني قضية إبعاد شباط، على حد تعبير بلقاضي. وعن إمكانية إبعاد حزب الإستقلال، قال بلقاضي، إن أخنوش وحزبه لم يحددوا لحد الآن هل هم ضد مشاركة حزب الاستقلال أم ضد شباط، أو هما معا، إلا أنه، يضيف الباحث، من خلال بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يتبين أن بنكيران الآن لا يمكنه أن يبقى متشبثا بشباط وحزبه، خصوصا أن البلاغ جاء بلغة قوية جدا، تكيل اتهامات لشباط، كما أن إرسال الملك لبنكيران اليوم لموريتانيا، يؤكد ذلك. وزاد بلقاضي، إن بنكيران يتوفر على كل الوسائل للإقتناع بالتخلي عن الاستقلال وشباط، مضيفا « منذ البداية وقع بنكيران في ورطة، لأنه تسرع وتشبث بحزب الاستقلال ». وتوقع بلقاضي أن تتشكل الحكومة المقبلة، من حزب التجمع الوطني للأحرار، والإتحاد الإشتراكي والحركة الشعبية، والإتحاد الدستوري، والتقدم والإشتراكية والعدالة والتنمية. وفي نفس الوقت استغرب المتحدث، من بنكيران المتناقض، إذ عبر في البداية عن رفضه أخنوش، وكان يقول أنه لا يمكن لحزب ب37 مقعدا أن يتحكم في 125، وسرعان ما بدأ يصرح بالعكس، وأصبح بالنسبة له دخول أخنوش ضرورة. كما علق المصدر ذاته على نزول أخنوش فجأة وتوليه رئاسة التجمع، بالنزول غير البريئ، مشددا في الآن ذاته أن حضور الأخير في الحكومة سيكون إيجابيا، إذ سيسهل التواصل مع القصر، والديوان الملكي، ورجال الأعمال، كما قد يكون مسؤولا عن القطب المالي الذي لديه تأثير كبير على السياسات العمومية. وخلص المتحدث، إلى أنه اليوم سيتم ترقب، رد شباط وحزب الإستقلال عندما سيتم إبعادهم عن الحكومة، خاصة أن بنكيران في موقف ضعف، وأخنوش جذب إليه أغلب الأحزاب، ما سيدفع أمين عام العدالة والتنمية إلى التنازل.