كشف الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ومساعد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف مراد التركي ل (وات)، اليوم الإثنين، أنه تم إرسال صورة البلجيكي من أصل مغربي المشتبه في ضلوعه في جريمة اغتيال المهندس محمد الزواري فى صفاقس الخميس الماضي الى الانتربول الدولي للقبض عليه. وتفيد التحقيقات وفق ذات المصدر أن « البلجيكي من أصول مغربية الذي لم يقع العثور عليه بعد، هو صاحب مؤسسة الانتاج الثقافي والاعلامي التي تعمل لفائدتها الصحفية والمصور الصحفي الموقوفين والذين كانا أجريا حديثا مع محمد الزواري في وقت سابق »، علما وأن اسم الصحفية ورد في عقد كراء السيارتين المحتجزتين بعد حادثة الاغتيال. وأضاف التركي أن « الجهات الامنية والقضائية تبحث أيضا عن سويسري مشتبه بتورطه في القضية »، دون أن يدلي بمعلومات إضافية عن هذا الشخص باعتبار تواصل التحقيقات بشأنه. وحول الجدل القائم بخصوص إمكانية التخلي عن القضية لصبغتها الإرهابية التي تتأكد يوما بعد يوم لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بدائرة الاستئناف بتونس العاصمة، والاحتكام في الفصل فيها لقانون الإرهاب، قال الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس أن ذلك « مرتبط بما سيقرره قاضي التحقيق المتعهد بالقضية في المحكمة الابتدائية، صفاقس 2 ». وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة « يديعوت أحرنوت »، الأحد، تفاصيل جديدة حول اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري (49 عامًا) في مدينة صفاقس الخميس، الذي نعته حركة حماس رسميًا. وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن رجل أعمال بلجيكي من أصل مغربي، جمع بالتعاون مع عدد من التونسيين، معلومات استخبارية عن الطيار المهندس الزواري، بهدف اغتياله بعد وجود معلومات أكيدة عن تقديمه دعم معلوماتي وإشرافي لكتائب القسام في تطوير طائرة بدون طيار. وأجرت « صحفية » هنغارية من أصل تونسي مقابلة مع الزواري، وحددت له موعدًا آخرًا لاستكمال المقابلة، حيث صدر القرار بتنفيذ عملية اغتياله في يوم المقابلة، وحينما حان موعد إجراء المقابلة المزعومة أغلقت شاحنة كبيرة الطريق أمام السيارة التي كان يستقلها الزواري ليقوم عدد من المسلحين بإطلاق 22 رصاصة على الزواري من مسدسات مزودة بكاتم صوت. وأشارت « يديعوت » إلى أن خلية الاغتيال تمكنت من مغادرة الأراضي التونسية بأمان. وفي التفاصيل : »مضت حوالي ساعة حتى تم اكتشاف ما حدث مع الزواري، الذي كان رأسه ملقى على المقود، ومن حوله بقع الدم، وعثرت الشرطة داخل السيارة على المسدسين وكاتمي الصوت، وكما كان متوقعًا، لم يحملا أية بصمات، وبقيت الشاحنة المستأجرة في حلبة الاغتيال، وفيما بعد عثرت الشرطة على ثلاث سيارات مهجورة، تبين أنها أيضًا كانت مستأجرة، وكما يبدو فإن إحداهن كانت السيارة التي استخدمت لتنفيذ العملية ». وتقدر الشرطة التونسية بأن الإعداد لاغتيال مهندس الطيران، استغرقت ثلاثة أشهر. وبالعودة لرجل الأعمال البلجيكي، عرجت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المحققين التونسيين يتحدثون عن شخصية ذات ملامح شرقية، في منتصف الأربعينيات من العمر، ومن مواليد المغرب، موضحةً أنه تعقب الزواري، ووثق دخوله وخروجه الكثير من تونس. واستعان المتعقب برجلي أعمال تونسيين، استأجرا له منزلًا على بعد عشرات الأمتار من بيت المستهدف. وبحسب الصحيفة فإن المشبوه الرئيسي وصل إلى تونس في أيلول/ سبتمبر الماضي، وعرض نفسه كرجل أعمال معني بالاستثمار في إنشاء مصنع، ويبحث عن شركاء محليين. وأعلن رؤساء طاقم التحقيق الخاص، بالأمس، أن صورة المشبوه ستنشر قريبًا، لكنه يسود التقدير بأن من نفذا العملية غادرا تونس. وطبقًا لجهات التحقيق، فقد حصلت « صحفية » تونسية تقيم في هنغاريا على رقم هاتف الزواري من جامعة صفاقس، التي كان يكمل فيها إعداد رسالة الدكتوراه في موضوع الطائرات غير المأهولة. وأبلغته « الصحفية » أنها تنوي إعداد تقرير حول الموضوع، وطلبت منه الالتقاء به. وابتلع الزواري الطعم. والتقت « الصحفية » به ووصلت مع شخص عرضته على أنه « باحث ». واتفقا على الالتقاء ثانية يوم الخميس، وهو اليوم الذي تم فيه الاغتيال. لكن « الصحفية » غادرت في اليوم نفسه تونس عائدةً إلى هنغاريا ولم تحضر للقاء. وكان منفذو العملية يعرفون أن الضحية سيكون في بيته. وتطرقت « يديعوت » إلى ما تداولته الصحف التونسية، حول نجاح الجهات الأمنية باعتقال « الصحفية » في المطار. كما تم اعتقال « شركاء » المتعقب الذين ادعوا أنهم لا يعرفون شيئًا عن مخططاته وأعماله. كما اعتقل أربعة مواطنين قاموا باستئجار السيارات وشراء المسدسين وكاتمي الصوت. وحسب ادعاءاتهم فإن المتعقب والرجلين المشبوهين بتنفيذ الاغتيال توجهوا إليهم قبل عدة أشهر باقتراح لإنشاء شركة للاستشارة الإعلامية، وطلبا منهم شراء المسدسين لغرض الاحتماء الذاتي.