لماذا استدعى الملك محمد السادس مصطفى الرميد أثناء استدعاء عبد الإله بنكيران للقصر الملكي بالبيضاء لتعيينه رئيسا للحكومة؟ السؤال هذا أصبح أكبر من حادث استدعاء الملك لزرميد في ذات اليوم، والذي تم تأكيده أخيرا من قبل وزير العدل والحريات والقيادي لحزب العدالة والتنمية، والذي كشف في حوار مطول مع « أخبار اليوم » لهذا اليوم قائلا: »الحقيقة، إن جلالة الملك هو الذي له صلاحية الأمر باستدعاء من يرغب في التحدث إليه لهذا السبب أو ذاك حسب تقدير جلالته، وبالتالي، فإنه إلى جانب استدعاء الأخ عبد الإله بنكيران، فقد تم استدعائي، وهذا قرار جلالة الملك. وقد أخبرت الأمين العام بالموضوع ولم يتردد في الترحيب له ». منذ الآن، أصبح مؤكدا أن مصطفى الرميد حضر مع بنكيران للقاء الملك، في نفس اللحظة التي استدعي فيها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لتعيينه رئيسا للحكومة. ومع هذا للتأكيد، تزايد حجم التحليلات التي تربط بين فشل بنكيران في تشكيل الحكومة، وإمكانية تعيين شخصية أخرى غير بنكيران لرئاسة الحكومة، علما أن هذا السيناريو مرفوض لدى قيادة « البيجيدي » جملة وتفصيلا، كما جاء على لسان الرميد في نفس المناسبة، حينما قال إن بنكيران لم يفشل لحد الآن في تشكيل الحكومة: »نحن أمام انتخابات أعطت تفوقا ملموسا وواضحا لحزب العدالة والتنمية، وأمام قرار ملكي كرس المنهجية الديمقراطية، وأمام مشاورات لم يصل الوقت للحديث عن فشلها وطرح السيناريوهات البديلة والتي لا يطرحها حاليا سوى مناوئي العدالة والتنمية ». إذا كانت الصورة واضحة إلى هذا الحد، فكيف سيقرؤ المتتبعين والمعنيين خرجة الرميد الذي اعتاد الصمت، وهو يكشف عن تفاصيل مهمة من ضمنها خبر استدعاءه من قبل الملك في نفس اللحظة التي تم تعيين بنكيران رئيسا للحكومة، خاصة أنه أحجم عن الحديث عن مضمون اللقاء الذي جمعه بالملك، حيث قال: »كان ما كان ».