هذا ما كتبته يومية «العلم» لسان حزب الاستقلال في عدد هذا اليوم! ومن عنوان المقال الصادر في الصفحة الأولى، يبدو أن حزب الاستقلال ما يزال غاضبا ممن يعتبره السبب في عدم تشكيل حكومة بنكيران، حيث قال صاحب المقال غير الموقع أن الجهة التي تضع العصى في عجلات مركب تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف جلالة الملك محمد السادس بتشكيلها، هي نفس الجهة التي فجرت مأساة «اكديم إيزيك». وقال صاحب المقال أن نفس الجهة بدا لها تصفية حسابات سياسية ضيقة وخبيثة بالمجازفة بالوطن برمته مهمة سهلة ومريحة، ولن تكلف غير إصدار التعليمات، ولأنه بالنسبة إليها فإن الغاية تبرر الوسيلة، والغاية كانت طبعا الاعتقاد بوجود شخصية سياسية مؤثرة في أقاليمنا الجنوبية يشكل خطرا كبيرا وحقيقيا على قراءتها لمستقبل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن الأصلح والمفيد، إما أن تتلون هذه الشخصية بلون الحزب المحظوظ، وإما لا بد من عملية قيصرية تفرز رؤوسا كثيرة بارزة في تلك الأقاليم لتسهل عملية إدارة التنافس وإدارة المصالح، وأن تمكن حزب سياسي واحد من الساحة السياسية في هذه المنطقة من التراب الوطني يندرج ضمن المخاطر المحدقة بالمخطط المرسوم لمستقبل المنطقة التي يجب أن تكون خاضعة مستقبلا للحزب الوحيد الذي لا شريك له. وأضاف المقال الذي لم يسمي الحزب المقصود، أن نفس منطق المقامرة بالوطن يتكرر خلال هذه الأيام تزامنا مع المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الأستاذ عبد الإله بنكيران … حيث اشرأبت الأعناق القصيرة أملا في ألا يطبق جلالة الملك محمد السادس مقتضيات الدستور … حيث انطلقت الجهة المعلومة في البحث عن الحطب الجاف الذي ستشعل به نار الفتنة من جديد، وهذا ما تجلى في السعي إلى جمع أغلبية وضمان شروط انتخاب رئيس مجلس النواب من هذه الأغلبية التي ستكون أغلبية معارضة لرئيس الحكومة في مشهد سريالي لا يحدث إلا في دهاليز المختبرات السيئة الذكر.