تونس تغيرت بعد ثلاث سنوات من الثورة ما زلنا بعيدين عن تحقيق اهداف الثورة، لكن تونس على الطريق الصحيح حتى لو كان هذا الطريق لايزال صعبا وخطرا". هذه هي الكلمات التي قالها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في الاحتفال الذي اقيم في مقر الحكومة بحي القصبة في تونس العاصمة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على اندلاع الثورة. وكان هذا اليوم في عام 2011 قد شهد هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من تونس الى السعودية بعد ان انفجرت الاحتجاجات ضد نظام حكمه. وبعدها امتدت شرارة الثورة الى عدة بلدان عربية، من بينها مصر وليبيا وسورية واليمن والبحرين. وتوالت الاحداث بسرعة وسخونة في تونس عبر هذه السنوات الثلاث، فتم انتخاب المجلس التأسيسي للدستور، وفازت حركة النهضة الاسلامية ب 89 مقعدا في هذا المجلس من 217 مقعدا، وشكلت "ترويكا" لحكم البلاد، وذلك بالاشتراك مع حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة المنصف المرزوقي، الذي تولى رئاسة الجمهورية، والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر، الذي تولى رئاسة المجلس التأسيسي. كما شهدت تونس احتجاجات واسعة بعد مقتل شخصيتين بارزتين من المعارضة، وهما شكري بلعيد ومحمد براهيمي، كما شهدت هجمات من مجموعات جهادية، الأم الذي دفع الجيش لاطلاق حملة واسعة لمواجهة هذه الجماعات، خاصة في منطقة جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية. وبعدها اعلنت الحكومة ان حركة انصار الشريعة السلفية جماعة محظورة لصلاتها بتنظيم القاعدة. ووسط كل هذه الاحتجاجات والمواجهات تمكن السياسيون التونسيون من التوصل الى توافق لتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مهدي جمعة، لتولى ادارة البلاد بدلا من حكومة على العريض، وبدأ التصويت على بنود الدستور الجديد. وبدت الاوضاع في تونس اكثر استقرار مقارنة بدول اخرى من دول الربيع العربي، الأمر الذي وصف معه المرزوقي تجربة بلاده "بالمعجزة التونسية"، اذ تمكنت تونس "من الحفاظ على الحرية والامن ونموذج من الاعتدال" على حد وصفه.