أشعلت الزيارة الأخيرة لوفد من « البوليزاريو » يوم السبت 10 أكتوبر الجاري، إلى مصر والتي ترأسها « خطري أدوح » بمناسبة ندوة برلمانية بين الدول العربية الإفريقية بشرم الشيخ، فتيل التوتر مجددا بين الرباطوالقاهرة. ويبدو أن هذا التوتر الذي طبع علاقة البلدين منذ القدم بسبب الصحراء لن ينتهي قريبا، فعلى هامش اللقاءات التي امتدت لأيام، وحاول من خلالها وفد « الدولة الوهمية » مناقشة قضية الصحراء المغربية مع الجانب المصري، اختار المغرب عدم الرد على هذه الخطوة رسميا، وإنما كان عن طريق الصحافة المغربية التي عبرت عن رفضها للإستقبال الذي خصصه « السيسي » لوفد « البوليزاريو »، ولاسيما وأنها اعتبرت أن القاهرة أعطت ضمانات للمغرب بعدم المساس بوحدته الترابية، كما أن هذه الزيارة أتت في إطار المناورات التي تقوم بها الجزائر و »الجمهورية الوهمية » للتشويش على المغرب للحيلولة دون الإنضمام للإتحاد الإفريقي، والذي تم تدارسه، في جونفيي الماضي خلال القمة الإفريقي في « أديس أبابا »، وفي آخر قمة إفريقية كانت مصر غائبة عن 28 دولة التي وقعت على عريضة طرد البوليساريو من الإتحاد الإفريقي، الأمر الذي لم يرق المملكة. ويشار أن التوتر في العلاقات بين مصر والمغرب ليس الأول فقد سبقتها أزمة دبلوماسيا بينهما سنة 2015 مباشرة بعد زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف، حيث قام على أساسها التلفزيون المغربي الرسمي، برد « ناري » ضد نظام « السيسي »، مذكرا إياه بالإنقلاب العسكري على الرئيس الشرعي « محمد مرسي » وقتل واعتقال المئات من أنصاره، ولأجل إطفاء هذا « الحريق » الذي أشعله الجانب المصري بزيارته مخيمات تندوف، قام « سامح شكري » وزير العلاقات الخارجية المصري، بزيارة الرباط وأعطى ضمانات للمغاربة تفيد بأن دولة مصر ستساند المغرب في قضية « الصحراء المغربية ». ويرى المتتبعون إن المغرب يدفع فاتورة العلاقات المتوترة بين القاهرة والرياض، وذلك على خلفية عدم الإتفاق الإقليمي بخصوص القضية السورية واليمنية، مما أدى إلى تعليق إمداد الجانب المصري بالبنزين في بداية أكتوبر الجاري، وفي مقابل ذلك قامت مصر بالتصويت ضد مشروع روسي ليس في صالح السعودية، والذي يتعلق بمطالبة « روسيا » إدراج جبهة « فتح الشام » ضمن المنظمات الإرهابية، فيما يعتبرها الجانب السعودي معارضة معتدلة لنظام بشار الأسد. ومن أجل تعزيز علاقاتها مع حلفائها الإقليميين، تقوم مصر بحركات « بهلوانيية » تحاول من خلالها التشويش على أصدقاء العربية السعودية، وبذلك يكون المغرب هو من يدفع ثمن التشويش المصري منذ أن قدمت الجزائر يد المساعدة لنظام السيسي عبر إمداده بالمحروقات، ليبدأ بذلك نظام السيسي بتهديد المغرب بين الفينة والأخرى، كانت آخرها استقباله لوفد « البوليساريو » المحمي من الجزائر.