أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، للأمة بمناسبة الذكرى ال63 لثورة الملك والشعب كان « واضحا وجريئا » في طرح قضايا وإشكالات تؤرق المجتمع الدولي برمته. و أوضح الأكاديمي الأرجنتيني، المتخصص في العلوم السياسية، في مقال بعنوان « الملك محمد السادس يحدد أولويات المغرب ويدين التعصب الديني »، نشرته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة « طوطال نيوز »، « إنه قلما نجد حاكما مسلما وإفريقيا وعربيا كجلالة الملك، يطرح بكل الوضوح والثقة مواضيع شائكة تشغل بال العالم ومن بينها الهجرة والتهديدات الارهابية ». و في هذا السياق، اعتبر أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس أيرس، أنه « يتعين على القادة الغربيين أن يثمنوا ويقدروا الموقف الراسخ لجلالة الملك بشأن إدانة الإرهاب ومواجهته، في وقت يفضل زعماء آخرون في المنطقة التزام الصمت ». و لاحظ كاتب المقال أن الملك عند تطرقه لظاهرة الارهاب أوضح أن الجهاد في الاسلام يخضع ل »شروط دقيقة من بينها أنه لا يكون إلا لضرورة دفاعية، ولا يمكن أن يكون من أجل القتل والعدوان، ومن المحرمات قتل النفوس بدعوى الجهاد ». وأضاف أن الملك دعا الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهودا، إلى توحيد جهودهم والاصطفاف في صف واحد من أجل مواجهة التعصب والكراهية والانغلاق خاصة بعد انتشار الجهالات باسم الدين. وبعد أن استعرض أهم مضامين الخطاب الملكي، أوضح الأستاذ أغوزينو أن جلالة الملك سلط الضوء على العديد من النقاط وفي مقدمتها ترسيخ التوجه الدائم للمغرب نحو القارة الافريقية، وتأكيد موقف المغرب إزاء المشكل الانساني والسياسي الذي تطرحه ظاهرة الهجرة غير الشرعية ولا سيما المهاجرين القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار الخبير الأرجنتيني إلى أن الخطاب الملكي، الذي لم يغفل التطرق إلى أولويات المغرب في السياق الدولي والاقليمي الراهن، توقف أيضا عند الجهود المبذولة من قبل المملكة من أجل تقديم حلول ملموسة لهذه الاشكالية الانسانية. واعتبر أن السياسة الانسانية في مجال الهجرة التي نهجها المغرب الذي قام بتسوية أوضاع العديد من المهاجرين غير الشرعيين وتمكينهم من العمل والعيش بكرامة وسط المجتمع المغربي، مكنت المملكة من أن تتحمل مسؤولية الرئاسة المشتركة مع ألمانيا للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية سنتي 2017 و2018. وذكر صاحب المقال أن الملك، وبعد أن بسط جملة المشاكل التي تعاني منها القارة الافرقيية، شدد على أن المنطقة وبفضل الطاقات التي تتوفر عليها قادرة على النهوض بتنميتها وتغيير مصيرها بنفسها. وأبرز الخبير الأرجنتيني، في هذا الاتجاه، أن جلالة الملك أكد أن قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي يمثل تجسيدا لالتزام المغرب بمواصلة الدفاع عن قضايا الشعوب الافريقية، مشيرا إلى أن جلالة الملك ذكر بأن الدعم والمساعدة التي يقدمها المغرب للبلدان الإفريقية لا يرجو من ورائها أي مقابل سوى « المنفعة المشتركة ».