باستثناء محمد الأشعري وفتح الله أولعلو، لم يظهر أثر للعديد من رفاق عبد الرحيم بوعبيد في الذكرى ال20 لرحيله. إختفت العديد من وجوه وأعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الإشتراكي، وغاب بعض من رفاق دربه. لم يحضر محمد اليازغي، وعبد الواحد الراضي، مثلما غاب لشكر وآخرون..، حضر أمحمد بوستة عضو مجلس رئاسة حزب الإستقلال، وعبد الرحمان بن عمر نائب الكاتب العام لحزب الطليعة وأسماء أخرى وازنة فيما تغيب آخرون. مر شريط الجنازة الرهيبة التي ودعت زعيم حزب الاتحاد الإشتراكي، وهو شريط استعرض جزءا من مسار بوعبيد كزعيم سياسي من خلال خطاباته السياسية وكإنسان. وترددت بإحدى قاعات المكتبة الوطنية بالرباط مساء الثلاثاء 11 يناير 2012، شعارات جمعت بين الراحل بوعبيد وبين رفاقه:"نعم سنموت ولكننا سنقتلع القمع عن شعبنا.." وتأثر كثير ممن كانوا في القاعة، وهم يتابعون خطاب عبد الرحمان اليوسفي أمام قبر بوعبيد وهو يرثيه وقسم الوفاء للعهد بين شفتيه. وفي نفس الإطار قدمت مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد شريطا، قدم من خلاله بعض من شباب اليوم تأويلهم لشعار: الله، الوطن، الملك، كما تم تكريم الصحافي عبد اللطيف جبرو. وبين الشريط الأول عن الراحل بوعبيد، والشريط الثاني الذي تعرض لسؤال المؤسسة الملكية وسؤال المؤسسة الدينية والإرتباط بالوطن، طرحت كل الإستفهامات المرتبطة بالمرحلة والتراجع الذي حصده حزب الإتحاد الإشتراكي، بعد الدخول في تجربة التناوب التوافقي، الشيء الذي بدا واضحا لكل من تتبع في شريط جنازة عبد الرحيم بوعبيد العدد الهائل من المناضلين الذين مشوا في جنازته. طرح أيضا سؤال الغياب. غياب وجوه، وتواري أخرى، مثلما طرح سؤال المسار الذي اتخذه الحزب ما بعد مرحلة بوعبيد الذي فارق الحياة سنة 92.