قال مصطفى المانوزي إن الاعتقال كعقوبة يقتل الانسان العاقل ببطء، والجنون يقتل الإنسان المعتقل بسرعة، هي ليست حكمة ولا مثل، هي دعوة لقراءة تاريخ الجنون في علاقته بالاحتجاز كعقوبة ومحاولة لتوهيم الناس أن العقاب ردع وعلاج. وتابع المانوزي في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي « فايسبوك »، تذكرت ميشيل فوكو وقراءته لتاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي، ووجدت أننا في وطننا أقل من نمط العيش في العصر الكلاسيكي. وأضاف تذكرت « ذلك الحصان الذي دق جرس العدالة، احتجاجا على الظلم، وتذكرت في نفس الوقت أننا لا نملك سوى الخطر وناقوسه، فمن أين لنا أن نوفر الجرس وبالأحرى العدالة، وحتى اذا توفر الجرس سنحتاج إلى توافق على انتداب فرفر الذي سيعلق الجرس، في زمن تطاوس فيه الغش والتدليس واستحوذت » ما » لغير العاقلين، فهل اطلعنا على النشرة الرسمية لمعرفة عدد العاقلين المهددين بالجنون ؟، وكم نحتاج من غابة لكي ننفي اليها مجانيننا، بمناسبة مقترح البرلماني الذي يغترف « معرفته » من خبرة بعض الديكتاتوريات التي تخلط بين الرفض والجنون وتفرض عليهما الاعتقال والعزل والنفي كوسيلة للردع والعلاج، فهل نصمت حتى لا نتهم بالجنون، جنون العظمة أو جنون العبقرية؟. وختم المانوزي تدوينته قائلا « يقال بأنه بين العقل والجنون خيط رفيع، فمن له مصلحة في قطع شعرة معاوية، التي تلحم الذكاء الإجتماعي بالعقل الأمني ؟ ».