ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المختطف المجهول المصير منذ 29 أكتوبر 1972.. منذ 39 سنة اختطف الحسين المانوزي بتونس..


أيتها الاخوات
أيها الإخوة
باسم اللجنة التحضيرية للمناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، نحو حل نهائي شامل وعادل.
ونيابة عن أبي الحاج علي المنوزي، أحد رموز الاستماتة والتفاني في الدفاع عن حقوق الإنسان وأحد الضحايا الاوائل للسياسات القمعية المتوالية.
أحيي الحضور الكريم وأشكر كل الذين لبوا الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية لاشغال الندوة الحقوقية التي تنظم بمبادرة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الانسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف.
ايتها الاخوات، أيها الاخوة
لا تخفي عليكم الظروف الشاذة والصعبة التي مر منها بلدنا منذ بداية الستينات، عاش العديد منكم محنها وأدى ثمنها غاليا العديد من أبناء هذا الوطن.
فترحما على الارواح الطاهرة لشهدائنا الذين قضوا نحبهم في مسيرة الكفاح من أجل الديمقراطية وإرساء دولة الحق والقانون، أدعوكم الى الوقوف وقراءة الفاتحة.
أيتها الإخوات، أيها الإخوة
لقد أدت بهم البشاعة في المراكز السرية للاعتقال الى حد منعنا من التواصل مع الجلي القدير.
الصلاة ممنوعة، الكلام ممنوع، الهواء ممنوع، التطبيب ممنوع، مع مر الأيام والشهور والسنوات أصبحنا جثثا هامدة، تغمر بعضنا الرغبة في التعجيل بالوفاة.
ولست في حاجة الى تقديم مواصفات كثيرة للقول بأن بشاعة الافعال التي مورست على المختطفين لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها، فهي تجاوزت حد الغطرسة من خلال انتهاك جل الحقوق التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من بينها الحق في الحياة، اذ ان الشخص المختطف معرض للإعدام في أي لحظة أو يتم إعدامه بالفعل أو يموت من جراء ظروف الإعتقال القاسية.
ان التأكيد على هذا الكلام ليس المقصود منه الدعوة الى الثأر والانتقام من منفذي ومخططي هذه الافعال اللاإنسانية، لانه وكيفما كان الحال فقد اتضح من خلال المسيرة الطويلة ان الاختفاء القسري ارتكب بشكل منهجي، ومرتكبوه اعتمدوا على دعم الدولة الذي لولاه لما تمكنوا من ارتكاب كل هذه الجرائم.
ان مسؤولية الدولة في هذا الإطار كاملة ودورها في معالجة الظاهرة وانهاء الملف الاختطاف جوهري.
وكد فعل عن تهرب الدولة من تحمل مسؤولياتها. تقوم عائلات المختطفين غدا ولمدة 48 ساعة باضراب عن الطعام.
لقد سبق لنا ان أكدنا وأكدت معنا كل القوى الحقوقية والسياسية والنقابية، ان التأسيس المغرب حقوق الإنسان لا يمكن ان يتم بمقاربات تعتمد علي التنصل من المسؤولية والالتجاء الى تبني مواقف تنم عن رغبة في الهروب الى الأمام، كتجريم الضحايا مثلا وإصدار عفو مسبق على الجلادين وتزوير الحقائق.
ايتها الاخوات، ايها الاخوة.
لابد من التنويه بمبادرة عقد مناظرة من هذا النوع، مناظرة تتوخى التأسيس لمغرب حقوق الإنسان منفتحة على المستقبل، واضعة نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطنين، وداعية الى بلورة تصور سليم لمعالجة شاملة وعادلة تنبني على الحقيقة والإنصاف.
الحقيقة كاملة، حقيقة ما وقع، لتشكل هذه الحقيقة مرجعية للأجيال القادمة، لهذا لا يمكن اسناد هذه المهمة، مهمة إجلاء الحقيقة لذوي الضمائر الهشة التي لم تتردد في الماضي القريب، الى تزكية تزوير الحقائق.
الحقيقة التي تتوخي الانصاف، ليس الانتقام، فلا يكفي الوقوف عند ويل للمصلين، بل ينبغي وضع حل نهائي لكل أشكال الاستبداد والاستهانة بالمسؤولية والافلات من العقاب. من هنا تأتي اهمية مراجعة المحيط المؤسساتي وتعزيز الجانب القانوني والتربوي ، لنكون بذلك قد وفرنا حماية مغربية لهذه الحقيقة.
نطمح كذلك الى إجراءات وجدولة زمنية مغربية لا تتحكم فيها الظرفية السياسية والدولية، لأننا لسنا من دعاة الاحتكام الى الخارج، لننتظر يوم 31 أكتوبر 2003 حين ستقدم الحكومة المغربية تقريرها عن مدى احترامها والتزامها ببنود الميثاق الدولي لحقوق الانسان لنقول ان الأمور في تقدم مستمر.
مراتنا هي المغرب، مغرب المواطنة واحترام حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون.
والسلام عليكم.
الراحل محمد بنيحيى في شهادة له سنة 2002
حينما يُستهدف جيل بأكمله
مرت اليوم ثلاثون سنة على اختطاف الصديق المناضل حسين المانوزي، لازلت أتذكر أن من أخبرني باختفائه هو ابراهيم أوشلح، المقيم وقتها بطرابلس. وكان رد فعلي أن حررت بيانا صحفيا نخبر فيه الرأي العام بهذا الاختفاء.
ومنذ هذا البيان الأول والحملة الدولية والداخلية من أجل إطلاق سراح حسين المانوزي مستمرة دون توقف.
فمن هو حسين المانوزي لتختطفه أيادي الغدر من تونس، وهو شاب يافع في العشرينيات من عمره؟ هل كان يشكل خطراً حقيقياً على النظام؟ كيف ولماذا؟
للإجابة عن هذه الأسئلة ولفهم ما حدث، لابد لنا من الحديث ولو باقتضاب عن الأجواء التي كانت سائدة في أوائل السبعينيات، وعن الملابسات التي تمت فيها عملية الاختطاف.
اتسمت المرحلة بأحداث هامة على المستويين الداخلي والعربي أثرت في مسار جيل بأكمله، ومن أبرز هذه الأحداث، انتفاضة الشباب المغربي في شهر مارس 1965، حيث أطلق الرصاص على مئات الأطفال والشباب من التلاميذ والطلبة والعاطلين، ولمدة ثلاثة أيام والشاحنات تجمع الجثث من شوارع مدينة الدار البيضاء، كما تجمع النفايات، لتدفن في مقابر جماعية سرية، وكان وراء هذه المجزرة الدموية الجنرال محمد أوفقير الذي يسعى البعض في الفترات الأخيرة الى أن يجعل منه بطلا. أما الحدث الثاني، والذي قاده نفس الجنرال الدموي، فشهدته العاصمة الفرنسية باريس في 29 أكتوبر من نفس السنة. وكان الضحية هذه المرة الزعيم التقدمي المهدي بن بركة، والذي لم يكن ذلك القائد المغربي المعارض المتمتع بنفوذ معنوي كبير في أوساط الشباب المغربي، بل كان محركاً لطاقات شباب الالم الثالث الذي كان يعرف في تلك الفترة مداً ثورياً واسعاً.
هذان الحدثان البارزان سجلا قطيعة بين الشباب المغربي والحكم. إذ تحولت المدارس والجامعات المغربية إلى قلعة من أقوى قلاع المعارضة، إن لم نقل القوة المعارضة الوحيدة.
ورغم انتماء هؤلاء الشباب لمشارب سياسية متباينة، فقد تعلموا كيف يتعايشون، ويكف يتوحدون في المعارك، كانوا يميزون بين الأساسي والثانوي، وما بين الاستراتيجي والتكتيكي.
وكانت السلطة تخطىء التحليل عندما كانت تتصور أن القيادات الكلاسيكية هي التي كانت تحرك هؤلاء الشبان. ويمكنني اليوم أن أؤكد العكس تماماً، فهذه القيادات هي التي كانت تركض وراء هذه القوة. كان هؤلاء الشباب ينتخبون بشكل ديمقراطي ممثليهم في القيادات الحزبية، أو في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ولازلت أتذكر اجتماعاً للطلبة الاتحاديين في »باب الأحد« بالرباط في أواخر الستينيات، حيث حاولت قيادة الحزب فرض بعض الأسماء ففشلت، واستمر النقاش لمدة ثلاثة أيام مع عدد من هؤلاء القادة الذين كانوا يتناوبون على المنصة، ومنهم الفقيه محمد البصري، إلى أن تم الوصول الى حل توافق مع المرحوم عمر بن جلون، بل وأتذكر معركة طريفة بين الشهيد عمر وأخيه أحمد بن جلون، وكان أحمد وقتها طالباً في جامعة الجزائر. ومع هذا فقد كان هؤلاء الشباب يكنون احتراماً كبيراً لقيادتهم السياسية، وخاصة بعض أسمائها اللامعة مثل عمر بن جلون، ولم يكن هذا الاحترام ليمنعهم من الدفاع عن رأيهم واستقلالية قرارهم داخل منظمتهم »الاتحاد الوطني لطلبة المغرب«.
لقد كان المغرب طيلة الستينيات وأواسط السبعينات يعيش دينامية ثقافية وسياسية هائلة، محركها الأساسي شباب يافع لا يتجاوز سن أكبرهم 25 سنة. وكان حسين المانوزي ضمن هؤلاء الذين نحتثهم أحداث الدار البيضاء وهو ابن هذه المدينة التي أحبها من كل قلبه وجوارحه. وأحب سكانها البسطاء المسالمين. وإذا أضفنا إلى كل هذا عائلة الحسين، وهي عائلة من المجاهدين المقاومين للاستعمار الفرنسي منذ دخوله، وأجيال من هذه العائلة تتناوب على حمل السلاح ضد هذا العدو. نفهم كيف تكونت شخصية هذا الشاب، وكيف تمت وسط جو وطني ما كان له أن يقبل بالظلم، فما بالك أن يشاهد جرارات الجنرال أوفقير تجمع جثث الضحايا المتساقطين ومنها جثث أصدقاء له.
أما الحدث الثالث، فشهدته الساحة العربية وتمثل في هزيمة يونيو 1967، التي شكلت كابوساً حقيقاً لجيل بأكمله، وكان رد فعل الشباب العربي، ومن ضمنه المغربي، هو رفض الهزيمة والبحث عن مختلف الوسائل لتجاوزها، وذلك بالتطوع لحمل السلاح بجانب المقاومة الفلسطينية. لكن المعركة ضد العدو الصهيوني لم تكن لتنسي هذا الجيل معركته الداخلية. فقد التحق عدد من الشباب المغربي بمعسكرات التدريب في الشرق الأوسط، وكان حسين المانوزي ومحمد بنونة وأصدقاؤهما العديدون أول الملتحقين بهذه المعسكرات. وهكذا حمل بعضنا السلاح مقاتلا داخل الأراضي المحتلة واستشهد عدد منا هناك، وكتب لآخرين أن يبقوا على قيد الحياة ويعودوا إلى وطنهم وفي قلوبهم جزء من فلسطين وحقد كبير على عملائها داخل الوطن نفسه. وكان الشباب المغربي متواجداً في مختلف المعسكرات ومع مختلف الفصائل الفلسطينية، خاصة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية. وحركة فتح وكان لهذا التواجد المتباين انعكاساته في الحركة الطلابية المغربية، مما جعل هذه الأخيرة تتخذ دوما موقف الدفاع عن القضية الفلسطينية، دون أن تعلن أبداً تفضيلها لأي فصيل فلسطيني على آخر.
هذا هو جيل الحسين المانوزي، جيل كان يحلم بمغرب آخر لا مكان فيه لمثل الجنرال أوفقير. جيل يتحرك بعزيمة وقوة استمدها من قناعاته، ومن واقع وطنه المطالب بالتغيير، جيل رفض الاختطاف والقتل الجماعي، والاعتقال التعسفي الذي كان يمارسه الحكم. وكان يعرف جيداً أن هذا الرفض قد يؤدي به الى السجن أو القتل. ومع هذا أصر المانوزي وقبل مصيره. إنه من المناضلين الأبطال، وكان طبيعيا أن يعمل المستبدون المستحيل لتصفية هذا الجيل المعارض، أي تصفية كل أمل في مستقبل أفضل. نحن نقبل اليوم بكل التهم الموجهة إلينا، سواء من قضاة ذلك الزمن في حق رفاقنا ليشردوا ويعتقلوا، أو تلك التي لازالت تشهرها في وجهنا شرذمة من بقايا العهد البائد...
نعم نقبل بهذه التهم ورؤوسنا عالية، لأنها تهم تشرفنا عكس ما يتصور المخاذلون.
كان عمر أكبرنا سنا لا يتجاوز 25 سنة، وكنا نحمل بمغرب آخر، فيما كان آخرون من صفوفنا يحلمون بالسلطة ولاشيء غير السلطة. فلا غرابة إذن أن يتنكر هؤلاء لهذه الفترة، لأنهم لازالوا يحملون وهم السلطة. فيما بقي المئات وربما الآلاف من أبناء هذا الجيل مخلصين لحلمهم، ألا وهو مغرب آخر. رحم الله شهداء هذا الجيل، وأطال الله في عمر المختطفين منهم حتى يعودوا إلى ذويهم، أما الأحياء منهم، من مختلف الاتجاهات السياسية، فنتمنى لهم المزيد من التحمل والصبر لما يصدر يومياً عن مشعوذين جدد اعتقدوا أن تاريخ المغرب الحديث بدأ معهم، مشعوذون لم يكفهم ما عانى منه هؤلاء، والثمن الذي دفعوه، فانطلقوا في محاولة تستهدف تشويه صورة مرحلة بأكملها قصد إلغاء جيل بأكمله، وساعدهم في ذلك بهلوانيات بعض المتنكرين الماكرين. لن أبالغ إذا قلت إن المغرب أنجب في تلك الفترة جيلا من الشباب ربما كان الفرصة الضائعة لهذا الوطن. فنفس هذا الجيل كان عند جارتنا الشمالية، وكان أقل عدداً، وأضعف فكرياً وسياسيا، هو الذي صنع إسبانيا الدولة الصناعية القوية في أوربا.
وكانت إسبانيا أكثر تخلفا منا في تلك الفترة. الفارق الصغير بين المغرب وإسبانيا أن الأول يقع في العال العربي المهزوم، والثاني يقع في أوربا المنتصرة، الأول كان هم حكامه وبعض قياداته السياسية الهيمنة والاستبداد، ولو اقتضى الأمر تصفية جيل بأكمله، لأن الأستاذ في عالمنا لا يقبل أن يكون التلميذ أحسن منه. فيما يفتخر الأستاذ في عالمهم بتلميذه عندما يلمع ويتجاوزه. إسبانيا تنتمي إلى أوربا حيث يتعاملون مع التلميذ بلباقة لأنه مستقبلهم، والمغرب ينتمي إلى عالم يقتلون فيه التلاميذ.
هذا هو جيل حسين المانوزي وهذا هو وطنه. وطن يقتل الشباب، عدد منهم اختفى ولم يعد، وآخرون دخلوا السجن ومتوسط أعمارهم لا يتجاوز 16 سنة، ولم يغادروه إلا بعد أن تجاوزوا سن الخمسين، وتم إجبار عدد آخر للعيش كرهاً في المنافي بالشمال ليموت هناك ببطء.
(دجنبر 2002)
مرت اليوم ثلاثون سنة على اختطاف الصديق المناضل حسين المانوزي، لازلت أتذكر أن من أخبرني باختفائه هو ابراهيم أوشلح، المقيم وقتها بطرابلس. وكان رد فعلي أن حررت بيانا صحفيا نخبر فيه الرأي العام بهذا الاختفاء.
ومنذ هذا البيان الأول والحملة الدولية والداخلية من أجل إطلاق سراح حسين المانوزي مستمرة دون توقف.
فمن هو حسين المانوزي لتختطفه أيادي الغدر من تونس، وهو شاب يافع في العشرينيات من عمره؟ هل كان يشكل خطراً حقيقياً على النظام؟ كيف ولماذا؟
للإجابة عن هذه الأسئلة ولفهم ما حدث، لابد لنا من الحديث ولو باقتضاب عن الأجواء التي كانت سائدة في أوائل السبعينيات، وعن الملابسات التي تمت فيها عملية الاختطاف.
اتسمت المرحلة بأحداث هامة على المستويين الداخلي والعربي أثرت في مسار جيل بأكمله، ومن أبرز هذه الأحداث، انتفاضة الشباب المغربي في شهر مارس 1965، حيث أطلق الرصاص على مئات الأطفال والشباب من التلاميذ والطلبة والعاطلين، ولمدة ثلاثة أيام والشاحنات تجمع الجثث من شوارع مدينة الدار البيضاء، كما تجمع النفايات، لتدفن في مقابر جماعية سرية، وكان وراء هذه المجزرة الدموية الجنرال محمد أوفقير الذي يسعى البعض في الفترات الأخيرة الى أن يجعل منه بطلا. أما الحدث الثاني، والذي قاده نفس الجنرال الدموي، فشهدته العاصمة الفرنسية باريس في 29 أكتوبر من نفس السنة. وكان الضحية هذه المرة الزعيم التقدمي المهدي بن بركة، والذي لم يكن ذلك القائد المغربي المعارض المتمتع بنفوذ معنوي كبير في أوساط الشباب المغربي، بل كان محركاً لطاقات شباب الالم الثالث الذي كان يعرف في تلك الفترة مداً ثورياً واسعاً.
هذان الحدثان البارزان سجلا قطيعة بين الشباب المغربي والحكم. إذ تحولت المدارس والجامعات المغربية إلى قلعة من أقوى قلاع المعارضة، إن لم نقل القوة المعارضة الوحيدة.
ورغم انتماء هؤلاء الشباب لمشارب سياسية متباينة، فقد تعلموا كيف يتعايشون، ويكف يتوحدون في المعارك، كانوا يميزون بين الأساسي والثانوي، وما بين الاستراتيجي والتكتيكي.
وكانت السلطة تخطىء التحليل عندما كانت تتصور أن القيادات الكلاسيكية هي التي كانت تحرك هؤلاء الشبان. ويمكنني اليوم أن أؤكد العكس تماماً، فهذه القيادات هي التي كانت تركض وراء هذه القوة. كان هؤلاء الشباب ينتخبون بشكل ديمقراطي ممثليهم في القيادات الحزبية، أو في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ولازلت أتذكر اجتماعاً للطلبة الاتحاديين في »باب الأحد« بالرباط في أواخر الستينيات، حيث حاولت قيادة الحزب فرض بعض الأسماء ففشلت، واستمر النقاش لمدة ثلاثة أيام مع عدد من هؤلاء القادة الذين كانوا يتناوبون على المنصة، ومنهم الفقيه محمد البصري، إلى أن تم الوصول الى حل توافق مع المرحوم عمر بن جلون، بل وأتذكر معركة طريفة بين الشهيد عمر وأخيه أحمد بن جلون، وكان أحمد وقتها طالباً في جامعة الجزائر. ومع هذا فقد كان هؤلاء الشباب يكنون احتراماً كبيراً لقيادتهم السياسية، وخاصة بعض أسمائها اللامعة مثل عمر بن جلون، ولم يكن هذا الاحترام ليمنعهم من الدفاع عن رأيهم واستقلالية قرارهم داخل منظمتهم »الاتحاد الوطني لطلبة المغرب«.
لقد كان المغرب طيلة الستينيات وأواسط السبعينات يعيش دينامية ثقافية وسياسية هائلة، محركها الأساسي شباب يافع لا يتجاوز سن أكبرهم 25 سنة. وكان حسين المانوزي ضمن هؤلاء الذين نحتثهم أحداث الدار البيضاء وهو ابن هذه المدينة التي أحبها من كل قلبه وجوارحه. وأحب سكانها البسطاء المسالمين. وإذا أضفنا إلى كل هذا عائلة الحسين، وهي عائلة من المجاهدين المقاومين للاستعمار الفرنسي منذ دخوله، وأجيال من هذه العائلة تتناوب على حمل السلاح ضد هذا العدو. نفهم كيف تكونت شخصية هذا الشاب، وكيف تمت وسط جو وطني ما كان له أن يقبل بالظلم، فما بالك أن يشاهد جرارات الجنرال أوفقير تجمع جثث الضحايا المتساقطين ومنها جثث أصدقاء له.
أما الحدث الثالث، فشهدته الساحة العربية وتمثل في هزيمة يونيو 1967، التي شكلت كابوساً حقيقاً لجيل بأكمله، وكان رد فعل الشباب العربي، ومن ضمنه المغربي، هو رفض الهزيمة والبحث عن مختلف الوسائل لتجاوزها، وذلك بالتطوع لحمل السلاح بجانب المقاومة الفلسطينية. لكن المعركة ضد العدو الصهيوني لم تكن لتنسي هذا الجيل معركته الداخلية. فقد التحق عدد من الشباب المغربي بمعسكرات التدريب في الشرق الأوسط، وكان حسين المانوزي ومحمد بنونة وأصدقاؤهما العديدون أول الملتحقين بهذه المعسكرات. وهكذا حمل بعضنا السلاح مقاتلا داخل الأراضي المحتلة واستشهد عدد منا هناك، وكتب لآخرين أن يبقوا على قيد الحياة ويعودوا إلى وطنهم وفي قلوبهم جزء من فلسطين وحقد كبير على عملائها داخل الوطن نفسه. وكان الشباب المغربي متواجداً في مختلف المعسكرات ومع مختلف الفصائل الفلسطينية، خاصة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية. وحركة فتح وكان لهذا التواجد المتباين انعكاساته في الحركة الطلابية المغربية، مما جعل هذه الأخيرة تتخذ دوما موقف الدفاع عن القضية الفلسطينية، دون أن تعلن أبداً تفضيلها لأي فصيل فلسطيني على آخر.
هذا هو جيل الحسين المانوزي، جيل كان يحلم بمغرب آخر لا مكان فيه لمثل الجنرال أوفقير. جيل يتحرك بعزيمة وقوة استمدها من قناعاته، ومن واقع وطنه المطالب بالتغيير، جيل رفض الاختطاف والقتل الجماعي، والاعتقال التعسفي الذي كان يمارسه الحكم. وكان يعرف جيداً أن هذا الرفض قد يؤدي به الى السجن أو القتل. ومع هذا أصر المانوزي وقبل مصيره. إنه من المناضلين الأبطال، وكان طبيعيا أن يعمل المستبدون المستحيل لتصفية هذا الجيل المعارض، أي تصفية كل أمل في مستقبل أفضل. نحن نقبل اليوم بكل التهم الموجهة إلينا، سواء من قضاة ذلك الزمن في حق رفاقنا ليشردوا ويعتقلوا، أو تلك التي لازالت تشهرها في وجهنا شرذمة من بقايا العهد البائد...
نعم نقبل بهذه التهم ورؤوسنا عالية، لأنها تهم تشرفنا عكس ما يتصور المخاذلون.
كان عمر أكبرنا سنا لا يتجاوز 25 سنة، وكنا نحمل بمغرب آخر، فيما كان آخرون من صفوفنا يحلمون بالسلطة ولاشيء غير السلطة. فلا غرابة إذن أن يتنكر هؤلاء لهذه الفترة، لأنهم لازالوا يحملون وهم السلطة. فيما بقي المئات وربما الآلاف من أبناء هذا الجيل مخلصين لحلمهم، ألا وهو مغرب آخر. رحم الله شهداء هذا الجيل، وأطال الله في عمر المختطفين منهم حتى يعودوا إلى ذويهم، أما الأحياء منهم، من مختلف الاتجاهات السياسية، فنتمنى لهم المزيد من التحمل والصبر لما يصدر يومياً عن مشعوذين جدد اعتقدوا أن تاريخ المغرب الحديث بدأ معهم، مشعوذون لم يكفهم ما عانى منه هؤلاء، والثمن الذي دفعوه، فانطلقوا في محاولة تستهدف تشويه صورة مرحلة بأكملها قصد إلغاء جيل بأكمله، وساعدهم في ذلك بهلوانيات بعض المتنكرين الماكرين. لن أبالغ إذا قلت إن المغرب أنجب في تلك الفترة جيلا من الشباب ربما كان الفرصة الضائعة لهذا الوطن. فنفس هذا الجيل كان عند جارتنا الشمالية، وكان أقل عدداً، وأضعف فكرياً وسياسيا، هو الذي صنع إسبانيا الدولة الصناعية القوية في أوربا.
وكانت إسبانيا أكثر تخلفا منا في تلك الفترة. الفارق الصغير بين المغرب وإسبانيا أن الأول يقع في العال العربي المهزوم، والثاني يقع في أوربا المنتصرة، الأول كان هم حكامه وبعض قياداته السياسية الهيمنة والاستبداد، ولو اقتضى الأمر تصفية جيل بأكمله، لأن الأستاذ في عالمنا لا يقبل أن يكون التلميذ أحسن منه. فيما يفتخر الأستاذ في عالمهم بتلميذه عندما يلمع ويتجاوزه. إسبانيا تنتمي إلى أوربا حيث يتعاملون مع التلميذ بلباقة لأنه مستقبلهم، والمغرب ينتمي إلى عالم يقتلون فيه التلاميذ.
هذا هو جيل حسين المانوزي وهذا هو وطنه. وطن يقتل الشباب، عدد منهم اختفى ولم يعد، وآخرون دخلوا السجن ومتوسط أعمارهم لا يتجاوز 16 سنة، ولم يغادروه إلا بعد أن تجاوزوا سن الخمسين، وتم إجبار عدد آخر للعيش كرهاً في المنافي بالشمال ليموت هناك ببطء.
(دجنبر 2002)
من هو الحسين المانوزي!
انخرط الحسين المانوزي في العمل الوطني منذ نعومة أظافره، حيث كان عمره لا يتعدى 11 سنة وهو يساعد المنظمة السرية للمقاومة التي كان أحد قادتها عمه المرحوم سعيد المانوزي في بعض أعمالها، فكان يقوم بنقل الأسلحة في محفظته وعلى دراجته العادية من مكان إلى آخر، كما كان يقوم بتوزيع مناشيرها الداعية الى مقاطعة البضائع الفرنسية وفضح مخططاتها الاستعمارية ومناوراتها السياسية في أوائل عهد الاستقلال. أصبح عضوا نشيطا في الشبيبة الاستقلالية والكشفية الحسنية، ثم تابع نضاله مع تأسيس الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية، عاملا على تعبئة طاقات الشباب للانخراط في معركة بناء المغرب المستقل. وحريصا على الاندماج الواعي للشباب في كل المبادرات الشعبية. مثل مشروع طريق الوحدة الذي أشرف عليه القائد الوطني المهدي بنبركة.
وكان الحسين من مؤسسي شبيبة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الشبيبة الاتحادية، وكان من طلائعها الأوآئل الذين ناضلوا من أجل جلاء القواعد العسكرية الأجنبية واستكمال الوحدة الترابية وفرض السيادة الشعبية والتضامن مع الشعب الجزائري الشقيق.
وبعد إقصاء القوى الوطنية من تسيير الشأن العام، ساهم الشاب الحسين المانوزي في الحملة الانتخابية البلدية والقروية الأولى، مدركا اهميتها التاريخية كواجهات نضالية لتعميق الوعي الشعبي بالمسألة الدستورية.
وفي سنة 1964. وبعد طرده من شركة الخطوط الجوية الملكية بسبب نشاطه النقابي في إطار الاتحاد المغربي للشغل، التحق بأوربا حيث انتظم في إطار جمعية الطلبة المسلمين بشمال افريقيا ومارس العمل النقابي في إطار مركزية العمال ببلجيكا، وكان ينتقل من بلد الى آخر لتوعية الجالية المغربية والمساهمة في حملة محاربة الأمية بين العمال.
في سنة 1968، عاد إلى أرض الوطن حيث قضى عامين لم ينقطع خلالها عن النضال في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبعدها عاد الى فرنسا سنة 1970.
في نفس السنة، طالت الاعتقالات صفوف المناضلين الاتحاديين وكذلك العشرات من أفراد عائلة المانوزي، وانتهت هذه الحملة القمعية بمحاكمة مراكش الكبرى التي خلصت الى خمسة أحكام بالاعدام في حق كل من الحسين المانوزي، سعيد بونعيلات أجار، الفقيه محمد البصري، الفقيه الفكيكي، عبد الفتاح سباطة.
واستمر الحسين المنوزي في مزاولة نشاطه السياسي في إطار حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وكان أحد منشطي البرنامج الإذاعي "صوت التحرير"، الذي كان يبث على أمواج الإذاعة الليبية.
في يوم 29 أكتوبر 1972، المصادف للذكرى السابعة لاختطاف المناضل المهدي بنبركة، دخل الحسين الى التراب التونسي, حيث تعرض لعملية اختطاف مدبرة بتنسيق مكشوف بين عدة أجهزة للمخابرات قام فيها ادريس عضمون، البوليسي الذي انتحل صفة مقاول في ليبيا، بدور أساسي.
بعد عملية الاختطاف، تم نقل الحسين الى المغرب, حيث لم يسمع عن مصيره أي خبر الى أن تحدث عنه بلاغ لوزارة الأنباء المغربية يوم 13 يوليوز 1975 إثر حادث الفرار من المعتقل السري »ب.ف.3« بالرباط. والذي عانت عائلة المنوزي بمجموعها عبر تراب المغرب من عواقبه في شكل حصار ناتج عن حملة البحث المؤطرة من طرف فرق الأمن المختلفة، وقد دام ذلك الى أن تم اعتقاله من جديد بعد أسبوع من الفرار من إحدى فرق الدرك الملكي بنواحي عين عودة.
وفي سنة 1991، وبعد إخلاء المعتقلات السرية بتازمامارت وقلعة مكونة وأكذر، نشرت الصحافة خبر نقله وحجزه في معتقل سري بقرية أهرمومو.
وبعد العفو العام ليوليوز 1994، أخبرت العائلة رسميا بقرب عودة الحسين، وفي شتنبر 1998، نشرت الصحافة و بناء على مصادر شبه رسمية، خبر تدهور حصة الحسين ووجوده بإحدى المستشفيات قصد العلاج. بعد شهر من ذلك، يعلن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وفاة الحسين المانوزي دون الادلاء بأي تفاصيل عن التحريات التي قام بها ومصدر معلوماته. بل يكتفي المجلس الاستشاري بإدراج اسمه ضمن اللائحة المشهورة ل 112.
أمام رفض العائلة قبول ادعاءات المجلس الاستشاري، وتأكيد الحاج علي المانوزي بأن ابنه الحسين حي يرزق. تنقلب المسلمات لدى رئاسة المجلس الاستشاري ليدمج اسم الحسين من جديد في لائحة المجهولي المصير (الدورة 13 للمجلس الاستشاري).
وإلى الآن، مازال الحسين المنوزي يعاني من جحيم الاختفاء القسري رغم المحاولات المتكررة التي ما فتئت تقوم بها عائلته وحركة حقوق الإنسان لمعرفة مصيره بكل الوسائل القانونية وتجاه كل الجهات المسؤولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.