كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة « روهامبتون » البريطانية على مجموعات من قردة « المكاك البربري »، المنتشرة بالمنتجع الوطني لمدينة افران، أن الطعام الذي يقدمه الزوار لهذه الفصيلة من القردة خلال زيارتهم للمنطقة، يؤثر على صحتها. وقامت الباحثة المشرفة على الدراسة « اتيتيا ماريشال » رفقة باقي الباحثين بالتتبع الطبي لمجموعتين من هذه القردة، 50 في المائة من الأغدية المقدمة للمجموعة الأولى آتية من بقايا طعام الانسان، في حين تناولت المجموعة الثانية طعاما طبيعيا، حيث أبانت التجربة أن الطعام الذي يقدمه زوار المنتج الوطني لافران لهذه القردة، يؤثر على صحتها مقارنة بالقردة التي تتناول طعاما طبيعيا. وأفادت الدراسة أن مجموعة القردة التي تناولت بقايا طعام الانسان وما يقدمه لها الزوار، ظهرت عليها علامات داء « الثعلبة »، وفقدان الشعر بشكل سريع، كما تزايدت عند هذه المجموعة هرمونات التوثر، اضافة الى أن ثلث اناثها هي التي كانت قادرة على الولادة. وأظهرت ذات الدراسة أن مجموعة القردة التي اقتاتت على أغدية السياح والزوار كانت معرضة لزيادة الوزن، الذي يعرضها لأمراض خطيرة، كما أن هذه الأغدية يختلف تأثيرها باختلاف جنس القردة وقالت المشرفة على الدراسة « اتيتيا ما ريشال »: لقد قمنا بتقييم صحة هذه القردة من خلال تتبع : الولادة، البقاء على قيد الحياة، حجم الجسم، قوع الإصابات بالأمراض، ومستويات هرمون الإجهاد في عينات البراز »، مؤكدة أن النتائج التي أبانت عنها هذه الدراسة تدعم أبحاث سابقة تشير إلى أن السياحة في الحياة البرية، وخاصة ما يسمى ب « العرض السياحي » [الغذاء المقدم من قبل السياح]، له آثار سلبية على صحة الحياة البرية لهذه القردة. ودعت الدراسة السلطات المغربية والمجتمع المحلي الى بذل المزيد من الجهود لحماية الحياة البرية، وهذه الفصيلة من القردة المههدة بالانقراض، مشددة على ضرورة تحسيس السياح بعدم تقديم الطعام لهذه القردة حماية لصحتها من الامراض، ووضع علامات منع تغديتها بالمنتجع الوطني لافران والمناطق المجاورة، كما دعت الحكومة الى سن تشريعات وغرامات على السياح الذين يعرضون حياة هذه القردة للخطر. وسبق للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن دقت في وقت سابق ناقوس الخطر حول الوضعية التي بات يعيش عليها قردة (الزعطوط) بمدينة آزرو، وتعرضها للانقراض، وهو الأمر الذي دفع بها إلى اعتماد خطة عمل وطنية لحماية قردة "المكاك البربري" في جبال الأطلس.