المخزن، كنعرفو وكيعرفني، منصلاحش ليهم ومعندهم ما يصوّروا من ورايا، سايقة الهبل على الشيطنة، كيقولو هاديك هيبية كنقول هانية بيييس .. كيقولو سخن عليها راسها دابا تشدّ الأرض وأقول هانيييكسس.. (طبعا هادشي ماشي بصح، لأني معرفتش شنو الفكرة اللي عند المخزن عليّا) عندما أرادت الدولة الأمريكية درء "خطر الشيوعيين"، تقرر خلق مكتب التحقيقات الفيدرالية، والدافع طبعا واه، لأن الدافع الحقيقي كان هو الإلمام بتحركات كل المواطنين، وجرد مختلف الشرائح بأنماط تفكيرها وعاداتها وقناعاتها السياسية، حتى تكيف الدولة الأمريكية صورتها "الافتراضية" وفقا لهذه الشرائح، أو بمعنى أصح كي تُلمّ أمريكا بما يدور في عقول سكانها فتحكمهم بقبضة من حديد، في السياسة والإعلام والسوق والحياة أيضا. وقد تمكن الشاب إدغار هوفر من تأسيس أرشيف يضم ملفا عن كل مواطن أمريكي، وليس فقط المشكوك في انتمائهم إلى تنظيمات شيوعية. وهذا التصور ذاته هو الذي ولّد امتدادا آخر في سياسة الاستخبارات بأمريكا، وهو السي آي إي. المهم أن أمريكا صارت تراقب خارج حدود أمريكا، وإلى جانب الصواريخ العابرة للقارّات صار لديها أجهزة مراقبة أيضا عابرة للقارّات... أما في المغرب، فالدولة المخزنية بلغت مستوى فاق حتى توقعاتها، كيفاش؟ اييه، الدولة المخزنية لم تعد تقتصر على الأجهزة الأمنية، حيث صار لها أبناء بين الشعب ومن الشعب، طلبة وموظفون، وعمال وفلاحون، صحافيون ومناضلون، بائعو الديتاي واصحاب الحانات.. (كلهم إيميتاسيون ديال الشينوا، ولكن ووتر ريزيست) وبعد أن كنا نعرف من هم اصحاب الحال، اختلط الحابل بالنابل، جرائد صفراء ومواقع إلكترونية خضراء وأحزاب بُنية وتجمعات فستقية وجمعيات المبادرة الوطنية وشوية ليك وشوية ليا... وكي نكون منصفين في حق هؤلاء، فمنهم الكثيرون الذين لا يهمهم المال، ويعملون بشكل تطوعي لمراقبة الناس ونقل أخبارهم والتشهير بهم لصالح المخزن، ياه كم هم رائعون هؤلاء الذين يفنون حياتهم في خدمة اصحاب الحال، باش يرضاو عليهم.. المخزن صار كالأب الروحي لكثير من هؤلاء، يعطي توجيهاته العامة دون أن يحرك فمه، ويبارك سرّا وعلنا خُدّامه المخلصين. يدخل مع العظام كالزكام، يشُدُّ الحبل كي يريك علاش كتقلب، ويرخيه كي يُعلّمك أنه مثل الإله، يُمهِل ولا يُهمل. الحاصول في هذا البلد السعيد من لم يصبح مخزنيا بعد صار يشعر بالبارانويا، يتقلب في جنابو ويشك فخوه وصاحبو ومراتو وباه وخالتو والباطرون ديالو... واللي مامسوقش هو اللي محيّح، أنا بعدا ما عندي حتى مشكل مع المخزن، كنعرفو وكيعرفني، منصلاحش ليهم ومعندهم ما يصوّروا من ورايا، سايقة الهبل على الشيطنة، كيقولو هاديك هيبية كنقول هانية بيييس .. كيقولو سخن عليها راسها دابا تشدّ الأرض وأقول هانيييكسس.. (طبعا هادشي ماشي بصح، لأني معرفتش شنو الفكرة اللي عند المخزن عليّا) ما يحز في نفسي، هو أن انخراط أشباه مواطنين في عمل الاستخبارات، يجعل من الصعب التأسيس لمناخ من الثقة داخل المجتمع، وبدل أن يكون المشكل الأساسي مع العقرب (المخزن)، ولينا واحلين غير مع الخنافس (سخارين العقرب/ المخزن)، وفي غياب الثقة تغيب لبنات التغيير والتطور الإيجابي، في غياب الثقة يصبح التواصل افتراضيا لا واقعيا، وفي غياب الثقة لا يمكننا أن نطمح إلى بلد أفضل.. غير السلاك وصافي، فلولا أن هناك بعض الحالمين الشامخون، لكان المغرب دولة زومبي (أموات أحياء أو أحياء أموات لا يرزقون).