أكد مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يحتضن حاليا معرضا للرسام والنحات السويسري الشهير ألبيرتو جياكوميتي، إلى جانب افتتاح لمعرض للفنان المغربي فوزي العتريس، استقطب قرابة 10 آلاف زائر خلال أقل من ثلاثة أسابيع. وقال قطبي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عشية الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 ماي، إنه « أمر مدهش ورائع ومن ثمة فإنني أكثر من سعيد وأنا فخور بالعمل المذهل لفرق العمل بالمؤسسة الوطنية للمناحف و متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والتي تمكنت وفي وقت قصير، وبولع وصرامة وتفان من تحقيق هذا الإنجاز ». وبعد تذكيره بأن اليوم العالمي الذي يخلد هذه السنة تحت شعار « المتاحف والمشاهد الثقافية »، يتزامن مع الذكرى المائوية لإحداث أول متحف بالمغرب، وهو متحف الرباط، أبرز السيد قطبي أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، ستجمع يوم غد الثلاثاء بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، كافة مهنيي الفن ، من أجل التفكير المشترك حول وسائل النهوض بشكل أكبر بالتراث المغربي، وإبرازه بشكل أكبر. وأوضح أن الحلقات الثلاثة في سلسلة الفن (المسؤولون عن الأروقة، تجار الأعمال الفنية،و صالات البيع والمسؤولون عن المتاحف)، ستكون حاضرة في هذا اللقاء، بهدف تحسيسهم بطريفة للتعاون وإشراكهم في كل ما تتطلع المؤسسة للقيام به « لأننا نحتاج جميعا لبعضنا البعض ». وأضاف « لدينا نحن أيضا ، بعض الأشياء لإظهارها، وأعمال لنتقاسمها »، مذكرا بأن معرضا مغربيا نظم مؤخرا بأبو ظبي، شهد نجاحا كبيرا إلى درجة أنه تم تمديده لمدة شهر، كما هو الشأن بالنسبة لمعرض مماثل بمتحف بوشكين بموسكو، نظم بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مارس الماضي لروسيا، والذي تم تمديده هو أيضا، ولمرتين، بعد أن استقطب أزيد من 5 آلاف زائر يوميا. وأشار أيضا إلى أنه يتم في الفترة من 18 أبريل إلى 18 يوليوز، عرض التمثال البرونزي الشهير لجوبا الثاني (الذي يرجع للسنة 25 قبل الميلاد)، احد روائع التراث الأثري المغربي، بمتحف متروبوليتان للفنون بنيويورك، والذي كتبت عنه الصحيفة الأمريكية الشهيرة « نيويورك تايمز »، قائلة "نجد واحدا من البورتريهات الأكثر إثارة في المعرض، ويتعلق الأمر بالتمثال البرونزي الخاص بملك إفريقي شاب يدعى جوبا الثاني، تمت إستعارته من متحف الآثار بالرباط، في المغرب". وفضلا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد نسجت المؤسسة الوطنية للمتاحف روابطا مع العديد من المؤسسات الثقافية والفنية والمتحفية الأخرى، من بينها، متحف اللوفر ومعهد العالم العربي بفرنسا، ومتحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بروسيا، (متحف إيرميتاج ومتحف الكريملين)،وبكندا، (متحف الفنون الجميلة بمونريال)، وبهنغاريا (متحف الفنون الزخرفية ببودابست). وخلص إلى أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبالرغم من أنها رأت النور منذ فترة قصيرة (أحدثث في أبريل 2013)، نشطت بقوة على الصعيد الدولي، بالنظر لأن هذا الانفتاح على مؤسسات لها تجارب بارزة « يمكننا من إتقان العمل المتحفي وتثمين التكوين، باعتباره مكونا أساسيا » كما تدل على ذلك « الشراكة التي تم إرساؤها بين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ومركز جورج بومبيدو، المتحف الثاني عالميا للفن الحديث والمعاصر . وداخليا، تحدث السيد قطبي، عن معرض بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لجياكوميتي، الفنان الذي تعد أعماله الأغلى اليوم إلى جانب بيكاسو، و »الذي يعرض حاليا وبشكل متزامن بمتحف الفن الحديث بشنغهاي »، ومعرض سيزار في دجنبر، علاوة على البطاقة اليضاء( كارت بلانش) الممنوحة حاليا لفوزي العتريس، رفقة 9 من فناني المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ومن ثمة « فإننا نتزود دوليا دون أن ننفصل قط عن الإبداع الوطني « . وإلى حدود أكتوبر الماضي، الذي يصادف الذكرى الأولى لإحداثه، استقطب متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ما مجموعه 163 ألفا و188 زائرا ، مغاربة وأجانب، نسبة كبيرة منهم من تلاميذ المدارس من مختلف جهات المملكة. وكانت انطلاقة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والدي يشهد موائدا مستديرة، وندوات ومحاضرات وحفلات موسيقية، وأيام أبواب مفتوحة، وصبحيات للأطفال وأمسيات وورشات للتدرب على الفنون ، بمعرض افتتاحي « 1914/2014 : قرن من الإبداع »، الذي قدم بانوراما تاريخية للفن الحديث والمعاصر المغربي. ويتعلق الأمر بنقسيم زمني من أربعة مراحل رئيسية طبعت تطور الإبداع المغربي، والذي مكن الجمهور، على مدار السنة، من اكتشاف أزيد من 360 عملا لأكثر من 200 فنان مغربي. وأتاح معرض « المغرب الوسيط » الذي جمع أعمالا من حوالي 20 متحفا، ح الفرصة، على مدى ستة أشهر، لما لا يقل عن 35 ألف مغربي ليستمتعوا بهذا العرض.