أفاد بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف، اليوم الخميس، أن تمثال جوبا الثاني البرونزي، إحدى القطع الفريدة في التراث الأركيولوجي المغربي، يعرض في متحف ميتروبوليتان الشهير بنيويورك في إطار معرض استثنائي ينظم من 18 أبريل إلى 17 يوليوز. وأضاف ذات البلاغ، أن "هذا المتحف الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم سيتيح الاحتفاء بهذه القطعة البرونزية الاستثنائية".
وكانت إعارة جوبا الثاني للمتحف النيويوركي، يقول ذات المصدر، موضوع اجتماع عمل نُظم أمس الأربعاء بالرباط، بين رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، وسفير الولاياتالمتحدة بالرباط دوايت بوش، وخصص للتعاون الثقافي بين البلدين في الميدان المتحفي.
وتطرق الجانبان خلال هذا اللقاء، حسب ما جاء في البلاغ ذاته، لوسائل تعزيز الشراكات بين البلدين في المجال المتحفي، على غرار الشراكة القائمة بين المؤسسة و"مؤسسة سميثسونيان" والتي تم التوقيع عليها خلال حفل افتتاح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وأكد البلاغ أن الدبلوماسية الثقافية، وهي الشق الأهم للدينامية الثقافية التي تم إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، توجد في قلب انشغالات المؤسسة الوطنية للمتاحف منذ إحداثها عام 2011.
يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، وفضلا عن الولاياتالمتحدة، نسجت روابط مع العديد من المؤسسات المتحفية الكبيرة في فرنسا (اللوفر، معهد العالم العربي، موسم)، وروسيا (متحف إيرميتاج، متحف الكريملين) وكندا (متحف الفنون الجميلة بمونريال) وهنغاريا (متحف فنون الديكور ببودابست).
ولد يوبا الثاني، ابن الملك الامازيغي يوبا الاول، حوالي 52 ق.م توفي حوالي 23 ب.م، وبعد هزيمة جوبا الأول أمام القوات الرومانية، أسر يوليوس قيصر ابنه جوبا الثاني الذي كان طفلا صغيرا بين خمس وسبع سنوات، فحمله إلى روما، حيث نشأ في القصر، واعتنت بتربيته وتهذيبه الاميرة اوكتافيا أخت القيصر اغسطس، وعاش في كنف الإمبراطور أغسطس خلف قيصر، فعلمه الفنون والآداب والعلوم وشؤون الحكم في مدارس روما وأثينا ومعاهدهما. ولما كبر منحوه الحقوق المدنية الرومانية فأصبح مواطنا رومانيا وزوجوه بكليوباترا سيلينا ابنة كليبوباترا الشهيرة ملكة مصر.
ونظرا لمكانة جوبا الثاني الثقافية، وإخلاصه للإمبراطور الروماني القيصر أوكتافيوس، فقد أجلسه هذا الأخير على عرش موريطانيا الغربية؛ حكم جوبا الثاني خمسين سنة في ظل الحماية الرومانية. وعرفت أيامه بالاستقرار والهدوء حتى توفي سنة23م، ليخلفه ابنه بطليموس الذي نهج سياسة أبيه في توحيد الأمازيغيين، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم.