بعد صعود فرانسوا هولاند إلى قصر الإليزيه، ظهرت إلى السطح مجموعة من الآراء الأمريكية التي تعكس جهل فئات أمريكية بالسياسة الفرنسية، إضافة إلى فهم نمطي للمفاهيم السياسية. بالنسبة للأمريكيين "ففرانسوا هولاند هو مجرد اشتراكي لا يملك بالكاد شقة"، كان هذا رأي أحد الصحفيات الأمريكيات حول هولاند، الذي سيعوض " ساركوزي الأمريكي".
منذ مطلع الخمسينات تولد لدى الأمريكيين فكرة مفادها أن كل اشتراكي هو بالضرورة معادي للسياسة الأمريكية، هذا ما اكده جون ليفي أستاذ للعلوم السياسية مختص في العلاقات الأمريكية الأوربية.
ويعود أصل تحفظ الأمريكيين تجاه الاشتراكيين الفرنسيين إلى بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث أبدت واشنطن قلقها إزاء إشراك فرانسوا ميتران للشيوعيين في حكومته. وهنا يتسائل جون ليفي " من يكون هولاند هذا؟ لما لم يكشف عن كل أوراقه؟"
وبالمناسبة سيقوم الرئيس الفرنسي الجديد بزيارة لأمريكا تأخذه لكامب ديفيد يوم 18 ماي المقبل للاجتماع مع قادة الدول الثمانية الكبار، وهو ما ينتظره الأمريكيون بفارغ الصبر لجس نبض هذا "الاشتراكي الغامض ".
ولعل أبرز ما يشغل بال الأمريكان هو قضية أفغانستان، إذ عبر الرئيس الفرنسي الجديد عن رغبته في سحب جنود بلده مع متم العام الحالي، وكان فرانسوا قد صرح بالحرف " سأسهر على تأكيد استقلالية قرارات فرنسا دون تعقيد الأمور على باراك أوباما"، وهو التصريح الذي سيمهد لعلاقة غير مثالية بين باريس وواشنطن .