في الوقت الذي تتهم صحف وقنوات إعلامية موالية للنظام في الجزائر جهات عديدة بالتشويش على زيارة الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، للبلاد، بدا أن حملتها لم تنبن على أساس، حيث أن الهدف الأساس من الزيارة لم يتحقق. يتعلق الأمر بعدم التوقيع على أهم اتفاقية جاء من أجلها فالس إلى الجزائر، وهي تأجيل مشروع مصنع بيجو ستروين. ويهاجم طرف كبير في الإعلام الجزائري من سماهم بالمشوشين، وذلك ذلك على خلفية الجدل حول قرار منع الجزائر لصحفي جريدة لوموند، بسبب تغطية اليومية الشهيرة لملف « وثائق بنما » التي اتهم فيها مسؤولون كبار في الجزائر بتهريب أموال إلى ملاذات ضريبية. لكن في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يرى أهم مشروع شراكة بين الجزائروفرنسا النور، عقب زيارة الوزير الفرنسي فالس للجزائر، حال رفض فرنسا طلب الجزائر نسبة اندماج تقدر ب40 بالمائة، بالمصادقة على إطلاق المشروع، حيث تم الاكتفاء بتوقيع اتفاقيات هزيلة لا تليق بمستوى الضجة التي أثارتها الزيارة، فيما تم تأجيل « مشروع بيجو وسوناطرك » لشهور أخرى. وجاء قرار إعلان التأجيل مفاجئا للجميع، حسب ما أكدت صحف جزائرية. وأبرزت تقارير أنه تم اختيار العقار المناسب لإنجاز المشروع بوهران، كما تم تحديد الشركاء والمساهمين وانطلق الشروع في إنجاز الأرضية. وخلف إعلان الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، الحاضرين خلال حفل التوقيعات أمس، عندما قال: « مشروعي بيجو وتوتال وسوناطرك سيتأجلان إلى شهور أخرى »، جيث لم يبرر سبب التأجيل، مما خلف تساؤلات عديدة، فيما اعتبرها متتبعون دليلا على أن العلاقات الفرنسية الجزائرية ليست جيدة، على خلفية أكثر من ملف.