ينتظر أن تشهد قضية أزمة الحكومة مع الأساتذة المتدربين تطورا مثيرا خلال الأسبوع الذي يبتدئ يوم غد الاثنين، حيث يستعد « أساتذة الغد » لبدء خطوة احتجاجية غير مسبوقة تتمثل في إنزال وطني ومفتوح لكافة تنسيقيات المراكز الجهوية بالمغرب بالعاصمة الرباط. وأعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين أنها ستقدم على هذه الخطوة المثيرة للغاية في إطار معركتها، حيث شددت مصادر من داخل الأساتذة المتدربين على أنهم سيصمدون في شوارع الرباط حتى انتزاع مطلبهم الأول والأخير، المتمثل في إسقاط المرسومين الذين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية في الصيف الماضي، حيث يقضي الأول بفصل التكوين عن التوظيف بالوظيفة العمومية، فيما يقضي الثاني بتقليص قيمة المنحة خلال فترة التكوين إلى النصف. المصدر شدد على أن الأساتذة المتدربين فقدوا الأمل في إمكانية حل ملفهم بالحوار والحلول التفاوضية مع الحكومة التي اتهمها بممارسة التسويف وأساليب القمع. لذلك قرروا النزول رفقة عائلاتهم ومتضامنين نقابيين مع ملفهم إلى شوارع الرباط، حيث سيفترشون أراضيها ويلتحفون السماء وسيستمرون على الحال نفسه، مهما كلفهم الثمن، حتى يتم تحقيق مطالبهم، وفق تعبيره. وفي الوقت الذي تواجه الحكومة رسميا احتجاجات « أساتذة الغد » بنوع من اللامبالاة، بالرغم من كثافتها وطول مدتها، حيث دخلت الشهر السادس، وميدانيا بتضييقات وقمع أمني حاد أحيانا، يبدو أن هذه الخطوة، إنزال مفتوح، ستشكل امتحانا صعبا لحكومة عبد الإله بنكيران وللأساتذة المتدربين أنفسهم. فأي رد فعل من الحكومة غير إسقاط المرسومين سيعني بقاء أساتذة الغد في الشارع. لكنه قرار صعب، لأنه سيختبر مدى قدرتهم على الاستمرار في الصمود، خصوصا وأنهم يشدون الرحال بدءا من اليوم الأحد إلى الرباط، رافعين شعار « ودعنا أحبابنا ولن نعود إلا وحقوقنا معنا ». كما أن الحكومة ستكون مضطرة لتقديم مزيد من التنازلات أو التوجه للحل الأمني، والذي سيعطي صورة سلبية على خطابها وصورة البلد في الداخل والخارج. لذلك، فالأسبوع الذي ينطلق يوم غد الاثنين سيشكل منعطفا مثيرا في مسار هذا الملف، الذي أصبح يشكل موضوع حرب شعواء بين الحكومة ومعارضيها، وذلك عقب دخول حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على الخط.