في خطوة تصعيدية لافتة، عمد الأساتذة المتدربون إلى الاعتصام بشارع الزرقطوني، الذي يعتبر أكبر شارع في مدينة الدارالبيضاء، في مبادرة احتجاجية قال عنها المشاركون إنها تهدف إلى رفع سقف الاحتجاج ضد بنكيران. وقال مسؤول من ولاية الدارالبيضاء إن السلطات العمومية لديها تعليمات واضحة قصد تتبع الوضع لا أكثر، وأضاف في تصريح لهسبريس: "في حالة تمادي الأساتذة ستتدخل القوات العمومية، وقد تكون هناك متابعة في حقهم بسبب خرقهم للقانون". من جهته برر محمد قنجاع، عضو اللجنة الوطنية لتنسيقية الأساتذة المتدربين، اللجوء إلى هذه الخطوة ب"رد الأساتذة على تعنت رئيس الحكومة وإصراره على إعمال المرسومين المثيرين للجدل". وقال المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس: "هذا اعتصام في أكبر شارع في مدينة الدارالبيضاء، وهو رسالة واضحة للحكومة من أجل أن تستجيب عاجلا وفوريا لمطالبنا المشروعة". وتفادى قنجاع الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت خطوة احتلال الشارع العام بمثابة استفزاز صريح للقوات العمومية من أجل التدخل لفض الاعتصام بقوة، وقال إن الاستفزاز هو الذي تنهجه الحكومة في تعاملها مع الملف المطلبي للأساتذة المتدربين. وأضاف عضو اللجنة الوطنية لتنسيقية الأساتذة المتدربين: "نحن ماضون في التصعيد، ونعلن أننا سنواصل التصعيد تلو التصعيد حتى ترضخ الحكومة وتفتح حوارا جديا على أرضية إسقاط المرسومين. ونقول إن المواجهة الشرسة لنضال الأساتذة لن تزيدنا إلا صمودا". وكان بعض المشاركين في مسيرة الأساتذة المتدربين، المنتمين إلى حركة 20 فبراير، رفعوا شعارات تتجاوز مطالبة "أساتذة الغد" بإسقاط المرسومين إلى ما أسموه "إسقاط النظام"؛ وهو ما استنفر مجموعة من المنظمين الذين عبروا عن رفضهم رفع هذا الشعار. وتلقى الأساتذة المتدربون دعما مباشرا من جماعة "العدل والإحسان"، غير المعترف بها من طرف الدوائر الرسمية للدولة، بعدما أعلن المكتب القطري لقطاع التربية والتعليم التابع للجماعة مشاركته في مسيرة "أساتذة الغد"، وعبر في بيان أصدره أمس عن تضامنه اللامشروط مع قضيتهم التي وصفها ب"العادلة"، ومساندته لنضالهم من أجل مطالبهم "المشروعة".