شهد الشارع المحاذي للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة إنزالا أمنيا، طيلة يوم الاثنين، إثر انضمام أعضاء المكاتب الإقليمية والمحلية المنضوية تحت لواء خمس نقابات تعليمية إلى معتصم الأساتذة المتدربين، تعبيرا منهم عن تضامنهم المطلق مع مطالب من باتوا يعرفون ب"أساتذة الغد". ونصب قرابة 400 أستاذ متدرب ما يشبه الخيام أمام بوّابة النيابة الإقليمية، كما تناولوا في معتصمهم وجبة غذاء جماعية، قبل أن ينضمّ إليهم أعضاء المكاتب النقابية التابعة لكل من النقابة الوطنية للتعليم "ف.د.ش"، والجامعة الوطنية للتعليم "ا.م.ش"، والنقابة الوطنية للتعليم "ك.د.ش"، والجامعة الحرة للتعليم "ا.ع.ش.م"، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم "ا.و.ش.م". ورفع "أساتذة الغد" المعتصمون والنقابيون المتضامنون لافتات تنديدية بما تعرض له الأساتذة المتدبرون من تعنيف بعدد من المدن، كما ردّدوا شعارات مطالبة بإسقاط المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة، فيما ألقى ممثلون عن المكاتب النقابية كلمات بالمناسبة، للتعبير عن تضامنهم مع المعتصمين. وعبّر النقابيون المتضامنون في شعاراتهم، كما في بيانهم الموقع من طرف مكاتبهم الإقليمية، عن "تضامنهم اللامشروط مع النضالات البطولية للأساتذة المتدربين في كل المدن، وإدانتهم الأسلوب القمعي الهمجي وإراقة الدماء الذي تنهجه الحكومة تجاه الحركات الاحتجاجية السلمية، عوض اللجوء للحوار". المكاتب النقابية حمّلت الحكومة "مسؤولية العنف الوحشي في حق أساتذة الغد، وكل ما سيترتب عن ذلك من تطورات خطيرة تهدد السلم والاستقرار الاجتماعيين"، داعية "كافة نساء ورجال التعليم، وكل المناضلين الشرفاء، إلى المشاركة المكثفة في كل المحطات النضالية التي سيتم الإعلان عنها مستقبلا". ورفع المحتشدون أمام نيابة الجديدة شعارات تصف الحكومة والأجهزة الأمنية بالقمعية، فيما أعلن الأساتذة المتدربون، في كلمتهم، عن عزمهم التصعيد في نضالهم المستقبلي، بالمبيت ليلة الاثنين الثلاثاء بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، وتنظيم أشكال احتجاجية أكثر تصعيدا في الأيام القليلة المقبلة. إدريس الجلادي، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين، أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن الاعتصام أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة يأتي انسجاما مع البرنامج النضالي الذي سطره المجلس الوطني الخامس للتنسيقية، الموحّد زمانا والمتفرق مكانا، وذلك من أجل المطالبة بإسقاط المرسومين المعلومين. وأكّد المتحدث ذاته أن اعتصام اليوم سيُتوّج بمبيت بالمركز، قبل الانتقال إلى الخطوة الموالية، المتمثلة في خوض إضراب إنذاري عن الطعام يوم الأربعاء المقبل، "وذلك في أفق تهييء كل الأساتذة المتدربين، والإطارات الجماهيرية، وكافة فئات الشعب المغربي، للمشاركة في المسيرة الوطنية المبرمجة ليوم الأحد المقبل"، خاتما حديثه بالقول: "معركتنا لا زالت مستمرة إلى غاية إسقاط المرسومين".