طور باحثون إسرائيليون لاصقة إلكترونية تتكون من أنسجة قلب جرت تنميتها في المختبر وإلكترونيات متناهية الصغر، قد تمثل ثورة جديدة في علاج أمراض القلب. وقال تال دفير، الباحث في قسم التكنولوجيا الحيوية وقسم علوم المواد والهندسة ومركز لتقنية النانو بجامعة تل أبيب، إن لاصقة القلب الذكية التي يطورها فريقه البحثي، خطوة هامة في اتجاه الاستفادة من إمكانات دمج أنسجة حية مع الإلكترونيات. وأضاف في مختبره بجامعة تل أبيب: « هذه أول مرة يتم فيها دمج أنسجة نمت بنظام الهندسة..أنسجة رقيقة..أنسجة وظيفية مع إلكترونيات لتصبح أنسجة سايبورج، وهو ما يعني دمج أنسجة آلية وحية ». وتستخدم أنسجة سايبورج في هندسة الأنسجة الصناعية، وذلك بغرض إنتاج مواد جديدة للاستخدامات الميكانيكية والكهربائية. وأردف: « ما فعلناه هو أننا ابتكرنا هذه اللاصقة الإلكترونية.. لاصقة قلب ذكية. اللاصقة التي لا تتكون من الخلايا فقط والمواد الحيوية التي تجعل الخلايا أنسجة.. لكنها تتكون أيضا أو تندمج مع إلكترونيات ذكية وبداخلها إلكترونيات نانو. ودور الإلكترونيات هو الشعور بوظيفة الأنسجة وتنشيطها عند الحاجة ». وتتألف أنسجة سايبورج من أنسجة قلب حية وأخرى تمت تنميتها في المختبر، ولاصقة مطبوعة بنظام ثلاثي الأبعاد، وإلكترونيات نانو للتوصيل بين المكونات المختلفة. ويوضح دفير أن اللاصقة يمكن أن تصبح بديلا لزراعة القلب مستقبلا من خلال، وذلك من خلال أدوية تعالج المنطقة المريضة من خلال خلايا أنسجة قادرة على الانكماش. وعلى المدى القريب يمكن للاصقة أن تراقب وتحفز القلب بالكامل، كما تبلغ الطبيب بالتوقيت الفعلي لحدوث المشكلة التي قد تكون مميتة. وقال دفير: « المريض يجلس في بيته ولا يشعر بأنه على ما يرام ويتابع الطبيب حالة القلب على جهاز الكمبيوتر الخاص به، ويمكنه تنشيط القلب عن بعد.. يمكنه مده بمحفز كهربائي وإمداده بعقاقير. وإذا فكرت في ذلك من الناحية التكنولوجية، فإننا لا نحتاج لطبيب لأن اللاصقة يمكنها تنظيم عملها ». ولن تطرح تلك اللاصقة على المستوى التجاري بالصورة المتخيلة لها قبل سنوات. ويوضح دفير أن الخطوة التالية ستكون سلسلة تجارب على الحيوانات، وإذا نجحت فسيمكن إجراء تجارب سريرية على بشر. وبينما رفض دفير تحديد جدول زمني تقريبي، فقد توقع أن تكون تكلفة زراعة هذه اللاصقة في المستقبل أرخص على المديين القريب والبعيد من الممارسات الطبية الشاملة لاسيما زراعة القلب. وقال دفير إن اللاصقة الإلكترونية خطوة صغيرة على طريق الوصول إلى الحلم الأكبر الخاص بأعضاء إلكترونية. وأضاف: « ستكون هناك أعضاء إلكترونية تزرع (في البشر).. هذا ما نفعله في المختبر الآن. لا نكتفي فقط بهندسة لاصقة.. طعة أنسجة مع إلكترونيات. نحاول طباعتها.. طباعة عضو كامل بنظام طباعة ثلاثي الأبعاد.. القلب كله بإلكترونيات في داخله.. وأنا على ثقة أنه مستقبلا.. في غضون 10 أو 20 عاما، ستتوفر أعضاء إلكترونية يمكن زراعتها في البشر في السوق أو في المستشفيات ». ونشرت نتائج تلك الدراسة في عدد الشهر الجاري من دورية « نيتشر ماتيريالز » العلمية.