كشف صلاح وردي، المدير العام لشركة HP، أن الأخيرة تحتل موقع ريادي بالسوق المغربي، بفضل تميز وجودة منتوجاتها المعروضة لفائدة الزبناء داخل هذه السوق، وكذلك بفضل قوة استثماراتها وكفاءة رأسمالها البشري. أكدتم على هامش الندوة التي نظمتها HP مساء أمس الثلاثاء أن شركة HP تستحوذ على حصة 40 في المائة بالسوق المغربي. ماذا يعني ذلك؟ يعني ببساطة أن شركة HP تحتل موقع ريادي بالسوق المغربي، ليس عن طريق الصدفة، ولكن بفضل تميز وجودة منتوجاتها المعروضة لفائدة الزبناء داخل هذه السوق، وكذلك بفضل قوة استثماراتها وكفاءة رأسمالها البشري، وهذه كلها عوامل تتحقق بفضل توجهات الإستراتيجية الواضحة التي تقوم شركة HP بتنفيذها داخل السوق المغربي، باعتبار أن أي شركة بالعالم لا يمكنها أن تحقق أهدافها إذا لم تقم بوضع إستراتيجية مضبوطة تحدد الطموحات بشكل دقيق، وتشرك في ذلك الشركاء والزبناء والموارد البشرية وغيرها. أما بخصوص حصتنا بالسوق المغربي فهي متغيرة حسب طبيعة صنف المنتوج الذي نقوم بتسويقه، لكنها بشكل عام تبقى في حدود 40 في المائة، وهنا أشير إلى أن الأرقام الخاصة بحصص السوق، يتم تحديدها من خلال نتائج دراسات تنجز بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، وهي الدراسات التي تمنح شركة HP موقعا رياديا بالسوق المغربي منذ حوالي 15 سنة. هذا بخصوص حصة السوق، وماذا عن رقم معاملات الشركة بالمغرب؟ أنا أرى أن أهمية الحصة التي تمتلكها HP بالسوق المغربي هي نتيجة لقوة معاملات الشركة داخل هذه السوق، حيث تمثل قيمة هذه المعاملات ثلث الرقم الإجمالي لمعاملات HP بإفريقيا، وهذا يعكس أهمية هذه السوق بالنسبة لمسؤولي الشركة، وذلك لاعتبارات عديدة من قبيل مستوى التقدم التكنولوجي الذي يعرفه المغرب منذ سنوات، إلى جانب أهمية الاستثمار الكبير والهام الذي ما فت مافتئت تضخه الدولة في تطوير مشاريعها الرقمية والتكنولوجية داخل الإدارات والوزارات وغيرها المؤسسات العمومية، إلى جانب تميز المغرب بوجود نسيج بنكي قوي يشتغل وفق معايير دولية ويتوسع بشكل هام بأسواق إفريقية من خلال شراء بعض البنوك هناك، لذلك أتصور أن كل هذه المعطيات توفر لشركة HP المناخ التكنولوجي الملائم لرفع معاملاتها بالمغرب والتركيز عليه كوجهة استثمارية هامة للتوسع بإفريقيا. لكن الملاحظ أن الشركات الفاعلة في قطاع أجهزة الطباعة والحواسيب بالمغرب تعاني من منافسة القطاع غير المهيكل الذي يوفر منتوجات مماثلة بأسعار منخفضة. ألا تضايقكم منافسة هذا القطاع؟ من المؤكد أننا تضايقنا كثيرا من منافسة هذا القطاع على امتداد السنوات الماضية. ليس بنفس الحدة التي كانت قبل 15 سنة من الآن، لكن تأثير أنشطة هذا القطاع على نمو وتطور المقاولات التي تعمل بشكل مهيكل ومنظم، لا يزال قائما، خصوصا إذا ما علمنا أن نصف المنتوجات الاستهلاكية التي يتم عرضها بأسواق العالم ككل، تأتي عبر القطاع غير المهيكل والمنتوجات المهربة. اليوم لم تعد الأمور كما كانت من قبل، لا سيما بعد اتخاذ حزمة من الإجراءات الحكومية التي تروم خفض نسبة الرسوم الجمركية، وهو ما ساعد HP على توحيد مستويات أسعار منتوجاتها داخل العديد من الأسواق، لغاية جعل الأثمنة في متناول شرائح واسعة من المستهلكين.